أنت هنا

22 ربيع الثاني 1433
المسلم- الشروق الجزائرية

قال قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان في تصريحات صحفية إن على العرب والسوريين "ألا يضعوا سوريا في يد الإخوان"، معتبرا أن جماعة الإخوان المسلمين تمثل "خطرا على أمن الخليج".

 

وتصريحات خلفان تأتي ضمن سلسلة تصريحات أطلقها وأثار غضبا واسعا، حيث هاجم خلفان الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي وكذلك الشيخ طارق السويدان، على خلفية انتقادات القرضاوي لإقدام السلطات في الإمارات على ترحيل سوريين تظاهروا دعما للثورة السورية.

 

ونقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية في عددها الصادر يوم الخميس حوارا أجرته مع خلفان قال فيه إنه "ما من سبيل إلا أن يقتنع (الرئيس السوري) بشار الأسد أن الطريق أصبح مسدودا في وجهه، لكن يجب على العرب أن لا يضعوا سوريا في يد الإخوان، ويجب على السوريين أن لا يضعوا سوريا في يد الإخوان، لأن دخول سوريا في يد الإخوان يعني أن العرب فعلا سينقسمون إلى طائفتين؛ مع وضد الإخوان".

 

واعتبر خلفان أن الإخوان المسلمين يشكلون "خطرا على أمن الخليج...وأنا لا أرتجي من الإخوان أن يوحدوا الصفوف ولا نتوقع منهم ذلك أبدا".

 

وقال: "الإخوان كانوا تنظيما وأصبحوا دولة وحينما أصبحوا دولة الموقف القانوني يتغير، كل من يتعامل مع دولة الإخوان يصبح عميلا، إذن الأغلبية الحاكمة أصبحت دولة، وإذا كانت لديها تنظيم في أي دولة أخرى وتقوم بنشاط يصبح ملحقا بها وعميلا لها وبحكم القانون لا يفلتوا من العقاب".

 

واتهم خلفان قوى خارجية لم يسمها بمساعدة الإخوان المسلمين في مصر وفي غيرها للوصول إلى سدة الحكم متسائلا: "من الذي أوصله الربيع العربي إلى الحكم؟ أليسوا الإخوان .. هذا يؤكد أن هناك من حركهم وأوصلوهم إلى قمة السلطة".

 

وقال: "إن كوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية الأميركية السابقة) افتتحت مكتبا لحقوق الإنسان في 2006 في تونس وكان غايته أن تبدأ هذه الحركة من تونس وربما اختيرت هذه الصفعة لشخص مكبوت (في إشارة إلى الشاب محمد البوعزيزي) فانفجرت وفجر معها الوضع .. هم يقولون في اعترافاتهم إن هذا المكتب الذي أسس في تونس هو بداية تساقط أحجار الدومينو التي وضعوها لتنطلق منه إلى الدول الأخرى".

 

واعتبر خلفان أن الإخوان المسلمين "أمرهم ديكتاتوري بينهم...واحد من تربيتهم (أيمن) الظواهري، تلامذتهم يتحدثون على التويتر أن نعال شيخ أغلى وأعز من بني آدم، هكذا للأسف يغرسون التربية".

 

وقال إنه مع وصول الإخوان إلى الحكم في العالم العربي فإن الأخير "سينقسم إلى قسمين، دول فيها إخوان ودول ترفض التعاطي مع الإخوان".

 

ودعا خلفان دول الخليج العربي إلى أن "توحد مواقفها وأن لا تجعل من أميركا الصديق الوحيد". وأضاف "بالتالي علينا ان نفكر كخليجيين أين هي مصلحتنا؟ إذا كانت مصلحتنا مع أميركا نعم وإذا كانت مصلحتنا ليست مع أميركا يجب ان نكون مع الآخرين؟ علينا ان لا نتعاطى مع قوة واحدة، علينا أن نتعاطى مع القوى الأخرى مثل روسيا والصين كأصدقاء فإذا تخلى عنا هذا الصديق يبقى لنا أصدقاء آخرون".

 

وروسيا والصين يمثلان الداعمين الرئيسيين لنظام بشار الأسد الذي قتل أكثر من 8 آلاف من المحتجين السوريين، بينما رفعت الولايات المتحدة الأمريكية يدها عن هذا النظام وقالت إن أيامه بدت معدودة.

 

وكانت السلطات الإماراتية رحلت عددا من السوريين بسبب مشاركتهم في احتجاجات محدودة مناهضة لنظام الرئيس الأسد. ودفع ذلك الشيخ القرضاوي إلى انتقاد الإمارات داعيا إياها إلى مساندة الشعب السوري وثورته. ورد خلفان على ذلك بتغريدات على موقع تويتر هدد فيها باعتقال القرضاوي.

 

وتصاعدت الأزمة بين خلفان والإخوان المسلمين عندما قال محمود غزلان عضور مكتب إرشاد الجماعة والمتحدث الإعلامي باسمها إن "الإمارات لن تجرؤ على اعتقال القرضاوي" مستنكرا تصريحات خلفان.