
أكدت اللجنة التي تحقق فى مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، أن المعلومات التى حصلت عليها خلال التحقيقات تناقضت مع وجهة النظر الأمريكية، التى أكدت مقتل بن لادن على يد القوات الخاصة الأمريكية فى 2 مايو الماضى.
واعتمدت النتائج النهائية لتقرير اللجنة على بيانات من عائلة بن لادن، وجيرانه والمسئولين الحكوميين الذين دخلوا المنطقة بعد الغارة، وتناقضت التفاصيل عن الرواية الأمريكية للأحداث، التى وصفتها الولايات المتحدة.
وقال التقرير إنه تم العثور على رصاصة واحدة فقط، وغلاف للرصاصة فى غرفة بن لادن، التى كان يشغلها مع أسرته، وتم العثور على علامة لرصاصة على جدار غرفة نوم بن لادن، فى نفس الغرفة حيث قتل، علامة عالية جدا لدرجة على الجدار الذى يبدو كما لو كان الرجل أطلق الرصاصة وكان على ركبتيه.
وأشار خبراء اللجنة إلى أن هذه الرصاصة تسببت فى وفاة بن لادن، ومزقت جمجمته، وبخلاف هذا، لم يجد غيرها من الرصاص أو غلاف من الرصاص بالقرب من المجمع، ومع ذلك، أعضاء اللجنة وجدت أكثر من اثنى عشر بنادق كلاشينكوف.
وكان زكريا السادة، شقيق إحدى أرامل الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، قد ذكر أن إعلان السلطات الباكستانية نيتها محاكمة أسرته الموقوفة لديها منذ مقتله بغارة أمريكية قبل قرابة عام، مجرد مماطلة، وتحدث عن احتجاز العائلة "بظروف صعبة،" كما نفى وجود معلومات أمنية بحوزتهن، ورفض التسريبات حول دور إحداهن بكشف موقع زوجها السري.
وقال السادة: "حتى الآن لا يوجد أي تطور بعد تصريح وزير الداخليةالباكستاني الذي يبدو أنه يريد المماطلة والتسويف."
وأضاف السادة: "لا نعرف ما إذا قاموا (السلطات الباكستانية) برفع دعوى قضائية، فما يفعلونه الآن هو إخفاء قسري والحكومة الباكستانية لم تتواصل معنا ولا مع السفارة اليمنية، لأن الأسرة داخل السجن منذ سنة تقريباً، ولم أتمكن من التواصل معها منذ أكثر من شهرين."
ونفى السادة معرفته بمكان وجود شقيقته أمل، أو سائر أفراد أسرة بن لادن المكونة أيضاً من أرملتين وعدد من الأطفال، ولكنه أكد معرفته بـ"صعوبة ظروفهم" وخاصة على المستوى النفسي، بعد انقطاعه عنهم منذ أكثر من شهرين.
ولدى سؤاله عن مدى استعداد الأسرة للسير بالخيار القضائي إذا سارت به الحكومة الباكستانية قال: "سنقوم بتعيين عدد من المحامين بباكستان، ولكننا لا نعرف حتى الآن مدى جدية قرار الإحالة إلى القضاء، لأنهم تارة يعدوننا بالإفراج عنهم، وتارة أخرى يقولون إنهم يريدون إحالتهم للقضاء."
واستبعد السادة ما تردد عن إمكانية وجود أهداف سياسية تدفع باكستان إلى تأخير قضية "أسرة بن لادن" لأهداف تتصل بالعلاقة مع الولايات المتحدة قائلاً: "لا أعرف ما إذا كان هناك صفقة تتطلع إليها باكستان مع واشنطن، ولكنني أعتقد أنه لن يكون بصالح الولايات المتحدة أن تظهر بمظهر الدولة التي تحتجز الأطفال والنساء وتخفيهم بشكل قسري، فهذا أمر مشين وأعتقد أن الحكومة الباكستانية تتحمل مسؤوليته بمفردها."