
أعلنت وسائل اعلام ليبية الإثنين أن السلطات في البلاد اكتشفت مقبرة جماعية قرب العاصمة طرابلس، تضم رفات عشرات القتلى، يُعتقد أنهم لقوا حتفهم على يد الكتائب الموالية للعقيد الراحل، معمر القذافي، فيما قالت منظمة العفو الدولية إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" فشل في التحقيق بغارات أدت إلى مقتل مدنيين في ليبيا.
وذكرت قناة "ليبيا" الفضائية اليوم أنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم رفاة 40 شخصًا قتلوا من قبل عناصر تابعة لرئيس النظام الليبى السابق معمر القذافى بالقرب من لواء 32 بمنطقة "وادي الربيع" بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس.
كما لفتت القناة إلى أن هؤلاء الضحايا يعتقد بأنهم ممن رفضوا إطاعة الأوامر بقتل الثوار فى المدن الليبية المحررة، خلال أحداث حرب التحرير بمنطقة وادي الربيع بالقرب من العاصمة طرابلس.
ونقلت القناة عن أحد ثوار مدينة غريان (شمال غربي ليبيا على بعد 75 كم جنوب مدينة طرابلس) الذين قاموا بإلقاء القبض على أحد منفذى هذه الجريمة البشعة، قوله : "لقد بدأنا التحريات عن أحد اتباع القذافى فى لواء 32، وبعد القبض عليه تم التحقيق معه والحصول منه على معلومات تفيد بأن هناك بعض المقابر الجماعية في منطقة وادي الربيع.
وأوضح التلفزيون الليبي، بحسب الوكالة الرسمية، أن وقوع أحد منفذي هذه "الجريمة"، هو ما ساهم في اكتشاف هذه المقبرة، التي سعى منفذوها لطمس هوية الضحايا، بوضع مواد كيماوية على جثثهم حتى لا يتم التعرف عليهم، وتم دفنهم ووضع تلال من الرمل على رفاتهم.
من ناحية أخرى، قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إن حلف الأطلسي، الذي قاد العمليات الجوية ضد قوات القذافي، والتي استمرت قرابة سبعة أشهر، فشل في إجراء تحقيق موضوعي حول سقوط ضحايا من المدنيين، نتيجة الغارات التي شنتها طائراته، والتي ساعدت في الإطاحة بنظام القذافي.
وذكرت المنظمة في تقرير لها، جاء في 20 صفحة بعنوان "ليبيا: الضحايا المنسيون في غارات الناتو"، أن الناتو، وكذلك الحكومة الانتقالية في ليبيا، فشلا، ليس فقط في توثيق أعداد الضحايا، وإنما أيضاً لم يقوما بدفع أي تعويضات لهؤلاء الضحايا أو أسرهم.
وجاء في التقرير أن "العديد من المدنيين الليبيين، الذين لم يكن لهم أي دور مباشر في المعارك، لقوا حتفهم، كما أُصيب عدد أكبر، نتيجة غارات الناتو"، وأشار إلى أن الحلف، الذي يضم في عضويته 28 دولة، لم يتناول بعد أي إشارة عن هؤلاء الضحايا خلال الشهور التي تلت انتهاء حملته الجوية.