أنت هنا

27 ربيع الثاني 1433
المسلم- وكالات

انتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأمريكية يوم الثلاثاء ما أسمتها "جماعات المعارضة المسلحة في سوريا" زاعمة أنها "خطفت وعذبت وأعدمت" أفرادا من قوات الأمن السورية وعناصر مليشيات الشبيحة ومؤيدين للرئيس بشار الأسد.

 

وأدانت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ممارسات زعمت أن مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض ينفذونها ضد عناصر الشبيحة، وقالت إن هذه هي الممارسات ذاتها التي يتهم المعارضون نظام الرئيس بشار الأسد بانتهاجها ضد المعتقلين السياسيين والأمنيين.

 

وقالت سارة ليا واطسون مديرة الشرق الأوسط في تلك المنظمة في رسالة مفتوحة لجماعات المعارضة ومن بينها المجلس الوطني السوري المتواجد في خارج سوريا: "التكتيكات الوحشية التي تنتهجها الحكومة السورية لا تبرر انتهاكات جماعات المعارضة المسلحة".

 

وأضافت: "يتعين على زعماء المعارضة أن يوضحوا لاتباعهم أنه يجب ألا يلجأوا إلى التعذيب والخطف والإعدام تحت أي ظروف".

 

وبدأت الانتفاضة السورية المندلعة منذ عام وقتل فيها أكثر من 10 آلاف شخص بينما تخفض الأمم المتحدة الرقم إلى 8000. وكانت الانتفاضة سلمية في بدايتها لكن وحشية نظام الأسد في قتل واعتقال وتعذيب المحتجين وقصف الأحياء السكنية بالمدافع والدبابات والزوارق الحربية أدى إلى انشقاق العديد من الجنود وتحولهم إلى كيان جديد هو الجيش السوري الحر، الذي أخذ يقاتل النظام دفاعا عن المدنيين.

 

وتصف "هيومن رايتش ووتش" الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي بأنه "عنف يومي"، في ترديد لمزاعم النظام بأنه يقاتل "مجموعات إرهابية مسلحة".

 

وتحدثت هيومن رايتس ووتش عن عشرات من تسجيلات الفيديو التي تبث عن طريق اليوتيوب ويظهر فيها أفراد من قوات الأمن أو أنصارهم المزعومين وهم يعترفون بارتكاب جرائم، لكن "هيومن رايتس ووتش" قالت إنها وقعت "تحت التهديد". وقالت إنه في 18 فيديو على الأقل ظهر محتجزون وقد علت على وجوههم السحجات أو خضبت بالدماء أو كانوا يعانون من انتهاكات جسدية أخرى.

 

وفي أحد هذه التسجيلات ظهر رجل وقد علق من رقبته في شجرة أمام عدد من المقاتلين المسلحين وقد كتب على الفيديو ما يعني أنه فرد من الشبيحة. كما زعمت "هيومن رايتس ووتش" أن بعض الهجمات استهدفت شيعة أو أفرادا من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

 

وقالت واطسون إن المعارضة السورية "تحتاج إلى أن توضح أن رؤيتها هي لسوريا تقلب صفحة الانتهاكات في عهد الأسد وترحب بالكل بغض النظر عن الطائفة الدينية التي ينتمون لها وبغض النظر عن خلفياتهم دون تمييز".