
دانت هيئة علماء المسلمين بشدة الإجراءات التعسفية والاعتقالات التي وصفتها بـ "الظالمة" والتي تنفذها الاجهزة الحكومية المختلفة منذ اسبوعين وطالت المئات من الشباب في عدد من المناطق التابعة للعاصمة بغداد بذريعة توفير الحماية للوفود التي ستشارك في مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد يوم الخميس المقبل .
واوضحت الهيئة في بيان اصدرته اليوم الإثنين ان هذه الاجراءات والاعتقالات الجائرة تؤكد بما لا يقبل الشك بأن المسؤولين في الحكومة الحالية ليسوا بمستوى هذا المؤتمر العربي، كما تؤكد استمرار سياستهم الهوجاء وطبعهم المريض في استغلال أية مناسبة لاعتقال اكبر عدد من أبناء الشعب العراقي الصابر، وإلحاق المزيد من الأذى به، تحت حجج واهية من بينها استتباب الأمن وتوفير مستلزمات نجاح القمة التي أصبح العراقيون يطلقون عليها (النقمة) أو (الغمة) وذلك لما أصابهم بسببها من أذى كبير وظلم مريع .
ولفت البيان الى ان إلاجراءات الامنية الصارمة التي اتخذتها حكومة الاحتلال الخامسة، تمثلت في نشر أكثر من ( 100 ) ألف عنصر من الجيش والشرطة، ونصب العديد من نقاط التفتيش في الشوارع والساحات، فضلاً عن عمليات الدهم والاعتقالات العشوائية التي شهدتها مناطق ( أبو غريب والرضوانية والعامرية والجهاد والفرات وحي العامل) واسفرت عن اعتقال المئات من ابنائها الابرياء.. لافتا الانتباه الى ان هذه الاجراءات التعسفية وصلت إلى اعتقال فرد من كل عائلة في بعض الإحياء، وتهديد عوائلهم بعدم عودة أبنائهم في حال حدوث أي أعمال عنف في مناطقهم قد تؤثر على مسار القمة العربية !!.
وكانت قوات كبيرة من الأجهزة الأمن الحكومية قد اعتقلت 52 مواطناً خلال حملات دهم وتفتيش واسعة نفذتها اليوم الاثنين في مناطق مختلفة شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
وأفاد مصدر أمني في الشرطة الحكومية بمحافظة صلاح الدين في تصريح لمصادر إعلامية قال فيه:" إن قوات عسكرية كبيرة من الأجهزة الأمنية في المحافظة شنت اليوم حملات دهم وتفتيش واسعة في مناطق عدة من قضاء بيجي / 40 كم شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين ".
وأوضح المصدر: إن قوات من شرطة محافظة صلاح الدين نفذت فجر اليوم، عملية دهم وتفتيش في القضاء المذكور، وتمكنت من اعتقال 52 شخصاً من المشتبه بهم .
وأضاف: أن القوات المداهمة نقلت المعتقلين إلى مراكز الاعتقال الأمني المنتشرة في المحافظة التابعة إلى مديرية الشرطة في المحافظة.
ونسبت هيئة علماء المسلمين في ختام بيانها الى عدد من شهود العيان قولهم إن القوات الأمنية الحكومية فرضت حظرا للتجوال ولا سيما على المركبات في معظم المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد، كما اغلقت جميع الطرق الرئيسة المؤدية إليها، ما تسبب بتعطيل الحياة بشكل تام؛ وذلك لصعوبة تنقل المواطنين وخاصة أصحاب الأعمال الحرة والمحال التجارية التي توفر المستلزمات والسلع الضرورية اليومية للمواطن، وبالتالي ادى ذلك الى رفع حاد لأسعار تلك السلع والمستلزمات، ليضاف هما آخر الى هموم العراقيين الذين ما زالوا يواجهون منذ ابتلائهم بالاحتلال الغاشم عام 2003، العديد من الأزمات والمشكلات، نتيجة فشل الحكومات المتعاقبة في السيطرة على الأوضاع التي تسير منذ تسع سنوات من سيى الى اسوأ .