
أدانت القمة العربية المنعقدة في بغداد في بيانها الختامي جرائم نظام الاسد ضد المدنيين, وطلبت بوقف المذابح فورا.
وطالب القادة العرب الحكومة السورية بالوقف الفوري لكل أعمال العنف والقتل، وحماية المدنيين وضمان حرية التظاهرات السلمية، لتحقيق مطالب الشعب، والإطلاق الفوري لسراح كل الموقوفين.
ودعا البيان الختامي للقمة الذي اطلق عليه اسم «اعلان بغداد» الى سحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى السورية، وإعادة هذه القوات إلى ثكناتها من دون أي تأخير، والسماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة العربية والدولية.
واعتبر القادة مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية، وتتطلب مساءلة المسؤولين عن ارتكابها، وعدم إفلاتهم من العقاب، محذرين من مغبة تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق أخرى.
وأكد القادة على وحدة سوريا واستقرارها وتجنيبها أي تدخل عسكري، والدعم القوي لمهمة المبعوث الاممي العربي المشترك كوفي عنان، لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة، استنادا إلى ما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولاية هذه المهمة.
ودعا القادة المعارضة السورية بكل أطيافها إلى توحيد صفوفها من أجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري.
وحمل القادة العرب مجلس الأمن مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، والتحرك لاستصدار قرار يستند إلى المبادرة العربية وقرارات الجامعة يقضي بالوقف السريع والشامل لكل أعمال العنف في سوريا، وحث جميع أعضاء مجلس الأمن على التعاون البناء في هذا الشأن، مرحبين بالبيان الرئاسي الصادر عن المجلس في 21 مارس الماضي، والذي يقضي بدعم مهمة الوسيط المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية.
وأكدت القمة العربية على الالتزام بالتنفيذ الكامل لكل قرارات مجلس الجامعة العربية، وخاصة القرارات بشأن مطالبة الحكومة السورية الوفاء باستحقاقاتها وفقا للخطة العربية، والتجاوب الجدي مع الجهود العربية لإيجاد مخرج سلمي للأزمة في سوريا.
وكان الزعماء العرب قد أكدوا في افتتاح قمتهم على ضرورة الحل السلمي للازمة في سوريا التي تشهد انتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد منذ عام.
وفي كلمته في افتتاح الدورة الثالثة والعشرين للقمة اكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتفالي الليبي على "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
لكن عبد الجليل اعرب عن القلق حيال "مشاهد الابادة والتعذيب التي يرتكبها النظام السوري" وهو ما يلزم اتخاذ خطوات سريعة لمتابعة الجهود المبذولة لحل الازمة.
وسلم عبد الجليل الذي اعلن رسميا استعادة علاقات بلاده مع العراق بعد انقطاع تجاوز ثماني سنوات الرئاسة الدورية للقمة الى الرئيس العراقي جلال الطالباني ليصبح اول كردي يتولى رئاسة القمة العربية.
وقال الطالباني في الجلسة الافتتاحية التي نقلت تلفزيونيا على الهواء مباشرة ان "غياب سوريا لا يقلل من اهمية هذا البلد الشقيق." واعرب بدوره عن القلق حيال "اعمال العنف وسفك الدماء".
وأكد الرئيس العراقي على السعي "لايجاد حل سلمي لهذه الازمة من خلال الجامعة العربية مع الاستعانة بجهود الوسطاء الدوليين من خلال المبعوث المشترك كوفي عنان."