أنت هنا

9 جمادى الأول 1433

قال متحدث باسم النظام السوري إن كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية أقر بما أسماه "حق الحكومة السورية" في الرد على ما اعتبره "عنفا مسلحا"، متحدثا كذلك عن "فهما مشتركا" بين عنان والنظام السوري حول مهمة عنان في سوريا.

يأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه الدول الخليجية عنان بوضع جدول زمني لتنفيذ الخطة ذات النقاط الستة لإنهاء الأزمة في سوريا.

وفي مقابلة مع التلفزيون السوري في وقت متأخر من الجمعة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن عنان أقر بحق الحكومة السورية بالرد على العنف المسلح، في إشارة إلى الجيش السوري الحر الذي يقاتل قوات الرئيس بشار الأسد التي تهاجم المدن، ويدافع عن المدنيين المحتجين ضد نظام الأسد والمطالبين برحيله.

واعتبر أن "معركة إسقاط الدولة في سوريا انتهت بلا رجعة وبدأت معركة تثبيت الاستقرار والنهوض بسوريا المتجددة وحشد الرؤى خلف مسيرة الإصلاح والتطوير ومنع الآخرين ممن يودون تخريب هذه المسيرة والمضي إلى سوريا المتجددة من الوصول إلى أهدافهم"، على حد زعمه.

وتحدث مقدسي عن دور عنان في الأزمة السورية معتبرا أنه بمبادرته "لم يخترع حلا للأزمة لأن الحل معروف كما أن سوريا ليست بانتظار عنان ليحل الأزمة بل ليساعد بحشد الدعم لحل الأزمة عبر مبادرة دولية نأمل صدقها".

وتابع: "مبادرة عنان ذات الست نقاط تضاف إليها الرسائل المتبادلة بينه وبين وزير الخارجية وليد المعلم والاثنان يمثلان فهما مشتركا لمهمة عنان".

وأشار إلى أن "أحد البنود في المبادرة... كان سحب المظاهر المسلحة من الأحياء السكنية والمدن وغيرها وسوريا كانت تقول إن الجيش العربي السوري موجود في حالة دفاع عن النفس وحماية المدنيين الذين يؤخذون كرهائن في معظم الأحيان لضرب استقرار سوريا والجيش ليس فرحا بالتواجد في الأماكن السكنية وسيغادر ما أن يتم إحلال الأمن والسلم دون اتفاقات".

ولايزال النظام السوري يزعم أنه يقاتل جماعات مسلحة في المدن، وهي الفرية التي عمدت وسائل الإعلام السوري الرسمية إلى نشرها لتبرير قصف المدن بالدبابات والبوارج البحرية الحربية.

وتابع مقدسي "تحقيق سحب المظهر المسلح يتم عندما يتاح لأي منطقة العودة إلى الحياة الطبيعية وعندما يستطيع المواطنون إرسال أولادهم للمدارس واستعادة حياتهم الطبيعية وليس من أجل أن يؤخذ المواطنون رهائن وتفجر مراكز الطاقة ويقتل الناس في الشارع ويزداد التسليح ونحن ندرك أنه عندما تم ذلك فعليا من قبل أصبح هناك تسليح أكبر وظهرت محاولات للسيطرة على أحياء بالكامل وأخذها رهينة ضد الدولة".

ويشير المقدسي إلى إعلان الجيش الحر في السابق سيطرته على أحياء بكاملها وطرد قوات الشبيحة النظامية منها وتأمين المدنيين، لكن النظام وأبواقه لايزالون يزعمون أن الجيش النظامي يتواجد في المدن لحماية المدنيين وليس لقتلهم.

واتساقا مع ذلك قال مقدسي إن "وجود العنصر المسلح المضاد لشرعية الدولة في الأزمة السورية بات أمرا موثقا قانونيا ودوليا ومعترفا به وفق تقرير بعثة المراقبين العرب وهو الذي يعطل الحل السياسي وإكمال مسيرة الإصلاح".

تأتي هذه التصريحات في ظل التشكك العربي من مهمة عنان، حيث قالت دول الخليج في بيان أعقب اجتماعا مشتركا مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنها تحث عنان على تحديد جدول زمني للرئيس السوري بشار الأسد لقبول خطة سلام جديدة ووضع حد للعنف ضد المحتجين.

وبعد اجتماع لكلينتون وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، قال بيان مشترك إنهم "يحثون المبعوث المشترك على تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة إذا استمر القتل في ظل الحاجة الملحة لمهمة المبعوث المشترك".

وطالب البيان الدول "التي ترتبط بعلاقات مباشرة مع النظام السوري الانضمام إلى المجتمع الدولي في جهوده لحل الأزمة في سوريا".

ومن جانبه، جدد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل تأييده لفكرة تسليح المعارضة السورية، مشيراً إلى "أن السوريين يقاتلون لأنهم لا يجدون مخرجاً لأزمتهم".

وشدد سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على أن دول الخليج حريصة على تعزيز علاقاتها الاستراتجية مع واشنطن، لافتاً إلى أن الاجتماع بين كلينتون ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي كان بناء.

وأضاف أن البحث تناول "المجزرة الإنسانية الشنيعة التي تحصل في سورية والأحداث في اليمن ومجمل التطورات السياسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

 

وقال إن "التحديات التي تواجهها المنطقة تبقى أحد أهم عوامل تهديد أمنها واستقرارها"، مشيراً إلى "التدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون دول المنطقة أحد أبرز التحديات الحالية"، مضيفاً "أن الدول الخليجية اتخذت سياسة الإصلاح الجادة والتنمية المستدامة".

ولفت إلى أن "نهدف للوقف الفوري لما أسماه (عمليات القتل الممنهج) في سورية"، معتبراً أنه "لا يمكن أن يستمر صمت المجتمع الدولي عما يجري في سورية".

ومن جهة ثانية، اعتبر الفيصل أن "السوريين يقاتلون لأنهم لا يجدون مخرجاً لأزمتهم"، مؤكداً تأييده لتسليح المعارضة السورية بالقول: "نحن ندعم فكرة تسليح المعارضة السورية".

وإذ شدد على أن "الأولوية هي لوقف القتال وسحب القوات من المدن وإطلاق سراح المسجونين والبدء في مفاوضات تحت مظلة الجامعة العربية"، اعتبر أن "تسليح المعارضة واجب لأنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها إلا بالأسلحة".