أنت هنا

9 جمادى الأول 1433
المسلم

قتل نحو 16 شخصا على الأقل في معارك عنيفة جرت السبت بين قبيلة التبو ذات الأصول الأمازيغية وقبائل عربية في سبها بجنوب ليبيا التي تشهد اشتباكات منذ الأسبوع الماضي، لتصل بذلك حصيلة القتلى إلى 147 قتيلا.

وقال طبيب في مستشفى سبها يعالج الضحايا من القبائل العرب إن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 50 بجروح السبت فيما أشار مسؤول محلي من التبو  إلى سقوط ثمانية قتلى من قبيلته.

وقال الطبيب عبد الرحمن العريش: "لم نخلد إلى النوم منذ مساء أمس، لقد هاجمت قبيلة التبو سبها.. كانوا على وشك الاستيلاء على المدينة. كل السكان حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم" مشيرا إلى ثمانية قتلى في صفوف القبائل العرب في المدينة.

من جهته، قال آدم التباوي المسؤول المحلي عن قبيلة التبو إن ثمانية قتلى سقطوا "وأصيب عدة أشخاص آخرين".

وأضاف: "لقد التزمنا بهدنة ونريد المصالحة لكن القبائل الأخرى لا سيما أولاد سليمان لا يتوقفون عن مهاجمتنا منذ عدة أيام. نحن محرومون من المياه والكهرباء".

وبحسب عدة مصادر متطابقة فإن مقاتلين من التبو تم دحرهم في الأيام الماضية إلى مسافة عدة كيلومترات نحو جنوب سبها، شنوا صباح السبت هجوما مضادا محاولين الدخول إلى المدينة.

وقالت وزيرة الصحة الليبية فاطمة حمروش للصحفيين يوم السبت إن حصيلة المواجهات على مدار الأيام الخمسة الماضية بلغت نحو 147 قتيلا و395 جريحا.

لكن وكالة الأنباء الليبية الرسمية قالت إن الهدوء عاد إلى سبها بعد تجدد الاشتباكات المسلحة الليلة الماضية (الجمعة) وفي الساعات الأولى من صباح السبت.

ونقلت الوكالة عن مصادر بلجنة حكماء ليبيا قولها إن "قوات من الجيش والأمن الوطني بدأتا في استلام المواقع العسكرية والأمنية داخل المدينة تنفيذا للاتفاق الذي تم التوقيع عليه بشأن وقف إطلاق النار وتسليم هذه المواقع للجيش والأمن الوطني".

ونسبت الوكالة الليبية إلى اللواء يوسف المنقوش رئيس أركان الجيش الوطني قوله إن "الوضع الأمني داخل المدينة هادئ ومستقر، وإن القوات الجيش منتشرة في المناطق الحيوية في سبها".

وأضاف المنقوش "إن قوات الجيش الوطني أمنت جميع المناطق الحيوية في المدينة مثل المطار والمستشفى، وتم إخلاء الجرحى بصفة منتظمة منذ بداية الأزمة وإلى غاية اليوم".
إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة الانتقالية الدكتور عبد الرحيم الكيب أن الحكومة ستقف بكل قوة لأي عمل يستهدف التراب الليبي أو يعرض حياة الناس للخطر"، بحسب ما أوردته الوكالة.

وشدد الكيب في مؤتمر صحفي حول الأوضاع في مدينة سبها على أن "حماية الأرواح هي من أهم اختصاصات الحكومة، وأن الحكومة كثفت جهودها من بداية الأحداث في سبها لتوفير الاحتياجات، ومعالجة أثار الأزمة".

وكان زعماء قبائل التبو قد دعوا الأمم المتحدة إلى التدخل لوقف ما وصفوه بأعمال "التطهير العرقي"، بينما يرى محللون أن هذه الصراعات والدعوات للتدخل تندرج في إطار محاولات الانفصال وتقسيم البلاد.

لكن نائب رئيس اللجنة الأمنية العليا طارق زمبو نفى "وجود أي تدخل أجنبي من أي جهة خارجية في معالجة الأحداث التي شهدتها مدينة سبها خلال اليومين الماضيين، باعتبارها شأن داخلي يخص الليبيين".

كما نفى في تصريح للوكالة الليبية  الأنباء المتداولة في بعض وسائل الأعلام بشأن التطهير العرقي، معتبرا أنها "أخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة، والهدف منها هو إثارة الفتن بين الليبيين الذين هم نسيج وطني واحد".