
واعترف مؤتمر "أصدقاء سوريا" المنعقد في مدينة إسطانبول التركية يوم الأحد بالمجلس الوطني السوري المعارض باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري. وحث المجلس على وضع جدول زمني لتنفيذ خطة السلام المدعومة من الأمم المتحدة والجامعة العربية.
وأشار المؤتمر في بيانه الختامي إلى المجلس الوطني السوري باعتباره المحاور الرئيسي للمعارضة مع المجتمع الدولي، وهي صياغة لم تصل إلى حد الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني الذي يعوقه الشقاق بين الأجنحة السياسية المتنافرة فيه خاصة الإسلاميين والعلمانيين.
ولم تشر مجموعة أصدقاء سوريا إلى دعم أو تسليح الجيش السوري الحر وهو ما تدعو إليه بعض دول الخليج العربية لكنها قالت إنها "ستواصل العمل بشأن تدابير إضافية لحماية الشعب السوري".
وتشعر القوى الغربية بالقلق من التدخل العسكري في سوريا لكن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو دق ناقوس الخطر بتشبيه الوضع هناك بمحنة البوسنة في التسعينات.
وقال أوغلو: "في حالة البوسنة كذلك تباطأ المجتمع الدولي أكثر مما يلزم... ولذلك قتل الكثير من الناس"، مضيفا: "في حالة سوريا ينبغي على المجتمع الدولي ألا يتأخر كما حدث في البوسنة. علينا أن نتحرك دون إبطاء".
وأضاف الوزير التركي: "يجب أن يكون لنا موقف واحد للدفاع عن المدنيين ويجب أن تكون لدينا خطة عمل ومبادرة واحدة لتوصيل المساعدات ووقف العنف في سوريا".
لكن العراق الذي يحكمه الشيعة حذر الدول العربية من تسليح مُقاتلي الجيش الحر أو دعمهم ماليا قائلا إن مثل هذه الخطوة من شأنها تصعيد الصراع.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمر صحفي: "نريد إطفاء الحريق بتجفيف منابع القوة. نريد أن نجد حلا سلميا سياسيا للأزمة".
وأضاف: "نرفض أي تسليح للمعارضة ونرفض إسقاط النظام بالقوة لأنها ستخلف أزمة تراكمية في المنطقة".
ويجتمع في مؤتمر أصدقاء سوريا وزراء خارجية من نحو 70 دولة من بينها الولايات المتحدة ودول أوروبية وخليجية بارزة للاتفاق على أفضل السبل لدعم المعارضة السورية.
ويخشى الزعماء الشيعة في العراق أن يختل التوازن الطائفي في بلادهم بين الشيعة والسنة والأكراد إذا خرج بشار الأسد الشيعي من السلطة في سوريا وخصوصا إذا حلت حكومة سنية إسلامية محل حكومته.
ويأتي الهجوم العراقي الطلب الملح بتسليح الجيش السوري الحر، بعدما قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس السبت إن تسليح المعارضة أصبح "واجبا".
ولم تشر مجموعة أصدقاء سوريا إلى دعم أو تسليح الجيش السوري الحر لكنها قالت إنها "ستواصل العمل بشأن تدابير إضافية لحماية الشعب السوري".
وأما فيما يخض خطة عنان، فقد طالبت الدول المجتمعة مبعوث السلام كوفي عنان بوضع جدول زمني للخطوات المقبلة بما في ذلك العودة إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم يوقف الرئيس السوري بشار الأسد إراقة الدماء في سوريا.
وقالت مجموعة "أصدقاء سوريا" في بيان ختامي إن الأسد لا يملك فرصة قائمة بلا نهاية كي يفي بالتزاماته لعنان.
وأضافت: "سيتم الحكم على النظام من خلال أفعاله وليس وعوده".
ولم تحضر الصين وروسيا العضوان الدائمان بمجلس الأمن وايران حليفة سوريا المؤتمر في اسطنبول.
وقبل الأسد خطة عنان للسلام لكنه لم ينفذها حتى الآن. وتتألف الخطة من ست نقاط وتدعو الجيش لوقف إطلاق النار والانسحاب من المدن والبلدات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.