أنت هنا

12 جمادى الأول 1433
الرياض/خاص

اعتبر الخبير في المعاملات المالية الاسلامية الدكتور عبد الله العمراني، ان الازمة المالية العالمية الحالية قدمت فرصا كبيرة ومهمة للمصرفية الاسلامية للتوسع والانتشار، بسبب انهيار عدد من المؤسسات المالية التقليدية في مقابل عدم انهيار اي من المؤسسات المالية الإسلامية خلال هذه الأزمة، الشيء الذي اثبت قوة الاساس الذي تستند اليه المصرفية الاسلامية.

 

وقال العمراني في تصريحات خاصة انه عندما كانت البنوك والمؤسسات المالية المعتمدة على المصرفية التقليدية تنهار، كانت الكثير من مؤسسات المصرفية الاسلامية تحقق ارباحا وتكسب ثقة المتعاملين معها، مؤكدا ان من أهم أسباب الأزمة المالية العالمية التعامل بمعاملات محرمة كالتعامل بالربا وتداول الديون، والتعامل بالمشتقات المالية المبنية على الغرر والتغرير وضعف التثمين والتقييم العادل إلى غير ذلك من الأسباب التي جاءت الشريعة الإسلامية بتحريمها ومنعها ليتحقق النظام الاقتصادي العادل، بينما ان الأصول التي يقوم عليها الاقتصاد الإسلامي إنما هو في سلع وأصول حقيقية يتحقق منها النفع والخير لطرفي المعاملة في السوق بخلاف الأدوات التقليدية المبنية على الظلم والاستغلال. وجدد خبير المعاملات المالية الاسلامية تأكيده بان الأزمة المالية فتحت أعين الناس على المبادئ التي تقوم عليها المصرفية الإسلامية والأصول التي تحكمها عندما صمدت أثناء الأزمة وقدمت نموذجا واقعيا للعالم، وهو صمود موعود بالنمو خلال السنوات المقبلة، وهو ما تؤكده التقارير المختصة مثل تقرير (أرنست آند يونغ) الذي يشير إلى ان 90 في المائة من مواطني دول الخليج يفضلون الأدوات المالية الإسلامية والتعامل مع المصارف الإسلامية.

 

ولفت الشيخ عبدالله العمراني الى ان المصرفية الإسلامية في المرحلة المقبلة بحاجة إلى تضافر الجهود في التطوير في شتى مجالاتها، والإسهام في حل المشكلات والعقبات والاهتمام بالمراكز المتخصصة لتطوير المنتجات المالية ذات الكفاءة العالية، وبناء الأكاديميات المتخصصة لتخريج الكوادر المؤهلة، واعتماد المعايير والضوابط الشرعية وإيجاد مراكز معلومات عالية المستوى، إضافة إلى مراكز التقييم والتصنيف ومراكز الأبحاث المتعمقة.