أنت هنا

14 جمادى الأول 1433
المسلم - اسطنبول

بدأت صباح اليوم الخميس في العاصمة التركية اسطنبول فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر (الحملة الإسلامية لنصرة سورية ) الذي تقيمه رابطة علماء المسلمين وهيئة الشام الإسلامية . وجاءت الجلسة الثانية التي أدارها المهندس رياض الحسن لتطرح محور ( أوضاع الداخل واللاجئين ) ، وشارك فيها كل من د علاء الدين زاكي عضو رابطة علماء المسلمين والدكتور حسان مغربية سكرتير الرابطة الطبية للمغتربين السوريين والأستاذ زايد الحماد رئيس جمعية الكتاب والسنة بالأردن والأستاذ عدنان أمامة رئيس جمعية غراس الخيرية في لبنان.

في بداية الجلسة نبه الدكتور علاء الدين الزاكي في ورقته على بعض الجوانب الإستراتيجية لسد احتياجات الثورة . كما حذر من المخاطر في بعض الآليات المستخدمة حاليا في الجوانب الإغاثية والإنسانية إذ ينتج عنها مشاكل أخرى مثل إطالة أمد النظام وفتح باب القروض العالمية وزيادة معاناة المخيمات والمخاطرة بالقائمين عليها من الاعتقال والتعذيب .

واقترح الدكتور الزاكي تشكيل لجنة عليا لسد الحاجات وفتح حسابات مصرفية في عدة بلدان حسب الإمكان والاتصال بكل الجمعيات الخيرية الإسلامية دون تمييز وتشكيل لجان فرعية في كل بلد يكون فيها أعضاء من أبناء الجالية السورية ، كما اقترح آليات تخطيطية تشمل تحديد الاحتياجات بدقة متناهية مع تحديد أولوياتها وتوفير المعلومات بسرعة من واقع الحال دون اجتهاد او تخمين او توسع ، وتحديد الاحتياجات التي يمكن سدها من الجهد الدولي والحكومي والرسمي والتي يمكن تمويلها شعبيا كي لا يحدث تعارض ، وتحديد أشكال الدعم المطلوب وتوزيع المسئوليات على كل بلد وتحديد سقف التوقعات والمالآت وتبنى طرح مشروعات تفاعلية مثل مشروع مرتب يوم من كل شهر و مشروع كفالة الأسرة و مشروع علاج جريح ، و تكوين شبكة علاقات عامة متخصصة لوضع خطة دعم عبر الوسائل الحديثة وتسجيل زيارات خاصة لرجال الأعمال .

أما الأستاذ زايد الحماد ، مدير جمعية الكتاب والسنة بالأردن فذكر أن ( هناك عدة جهات في الأردن تقوم على إغاثة النازحين السوريين في الأردن مثل جمعية المركز الإسلامي وجميعة الكتاب والسنة والتنسيق بينهم متميز لكنهم لا يستطيعون سد الحاجة القائمة والتي تزيد يوما بعد يوم . وذكر الاستاذ الحماد أن جمعية الكتاب والسنة ترعى ما يزيد على عشرين ألف من السوريين وتقدم 200 دينار شهريا لكل أسرة وتبلغ الفاتورة الشهرية لاستئجار الشقق والمنازل مليون دينار في للشهر واحد فقط . وأما العناية بالجرحى ومعالجتهم فالمشكلة أن معظم الجرحى يحتاجون عمليات كبرى لكن المستشفيات الأردنية مليئة بالجرحى من ليبيا ، وربما انتظر الجريح نصف شهر حتى يبدأ علاجه لنقص الأسرة ونقص التمويل ، وتدفع الجمعية فاتورة شهرية بقيمة 10 آلاف دينار شهريا للأدوية المزمنة ) . وذكر الاستاذ الحماد أن ( اللاجئين قسمان ، فمنهم من يدخل بشكل رسمي و منهم من يدخل عن طريق التهريب وهؤلاء يتم احتجازهم في معسكر مؤقت وهو يتسع فقط لـ 200 شخص لكن يسكن حاليا فيه 1500 شخص في وضع مأساوي وفي حالة صحية ونفسية مزرية وهم معظمهم مصابون حيث لا يستطيعون المرور عبر المنافذ الحدودية. ثم تأتي مشكلة إخراج اللاجئ وهذا يحتاج كفالة بقيمة 5 ألاف دينار ولا يحق للأردني إلا كفالة شخص واحد و يجب أن لا يقل عمر الكافل عن 30 عام) . وذكر الاستاذ الحماد أن ( بعض المتبرعين يحددون مجالات للتبرع لا تتفق مع الاحتياجات الحقيقة وهذا يسبب حرجا للجمعيات الخيرية وسوء توزيع للموارد ) . كما حذر الاستاذ الحماد من حملات التنصير التي بدأت في صفوف النازحين بشكل علني وخاصة في منطقة الرميثة شمال الأردن حيث تطالع الجمعيات التنصيرية ما ينقص المتبرعين من الاحتياجات الخاصة مثل حليب الاطفال واحتياجات النساء وذلك قد لا يكلف كثيرا لكنه يؤثر بشكل كبير.

من جانبه ذكر الدكتور حسان مغربية سكرتير الرابطة الطبية للمغتربين السوريين ، أن ( الرابطة السورية لها تعاون مميز مع هيئة الشام الإسلامية و بينهما مشاريع مشتركة ) . وذكر الدكتور حسان أن ( الوضع الصحي هو وضع مأساوي حاليا حيث من المعروف أن الوضع الصحي في سوريا كان يعاني قبل الثورة من تخلف شديد وكان مهملا لفترة طويلة وخاصة في المدن الصغيرة والقرى . ومع بداية الثورة منع النظام علاج الجرحى وكان الجيش يستولي على المستلزمات الطبية والأدوية والمعدات الطبية . كما منع تقديم العلاج في المشافي العامة مع تحويل المشافي لمراكز اعتقال وخاصة في حمص . وتلا ذلك منع تقديم العلاج للجرحى في المشافي الخاصة واعتقال مالكيها وأطباءها مع تقنين المواد الجراحية والطبية وتدمير المشافي الميدانية . هناك حملات منظمة لاعتقال الأطقم الطبية ومثال على ذلك تم اعتقال 55 طبيب حتى الآن ) . وقال الدكتور حسان ( مشروع المشافي الميدانية هو الأهم مما تقوم به الرابطة حيث تقوم المستشفيات بإجراء عمليات صغيرة الى متوسطة والمشفى الميداني يكلف 50 ألف دولار يضاف الى ذلك وحدات صحية داعمة ونقاط. أما الوحدات الصغيرة او الحقائب الإسعافية تغطي الحاجة في المناطق التي لا يوجد فيها أطباء ) وذكر الدكتور حسان أن الرابطة تغطي مابين 50- 60 % من الحاجة الطبية في سوريا ولديها عشرات المشافي ، كما أنها تسعى الآن لإقامة مستشفى ميداني ومخازن كبرى في تركيا وربما في دول مجاورة أخرى .

وفي حديثه عن أوضاع اللاجئين في لبنان ذكر الاستاذ عدنان أمامه ، رئيس جمعية غراس الخير في لبنان ، أن المأساة متشابهة في لبنان مع خصوصيات في الملف اللبناني حيث أن لبنان يختلف لنواح منها الموقع الجغرافي فهناك 200 كم حدودية شمالية وشرقية و منها الوضع الطائفي في لبنان . و قال الأستاذ أمامة ( نعلم أن لبنان احتل من سوريا 27 عاما وقد عانى كثيرا وخاصة أهل السنة ، ولهذا فهم يستبشرون بالثورة وهي ثورتهم في مقابل الشيعة والذين هم في صف النظام مثلهم مثل بعض أزلام النظام من المنتسبين للسنة مثل جبهة العمل الإسلامي . وكما هو معروف يتم تهريب كل الاحتياجات من لبنان الى داخل سوريا . وقد كان للمشايخ من أهل السنة دور مميز حيث كسروا حجز الخوف وعقدوا لقاء لهم لنصرة إخوانهم في سوريا ورفعوا الصوت عاليا في نصرة الثورة وطمأنوا الناس لنصرة إخوانهم ورفعوا عنهم الخوف ، و هذا شكل قوة للسنة فأقاموا اعتصامات ومظاهرات و حملات إغاثة كان له أثر مميز . الحاجة اكثر بكثير من قدرة الجمعيات وخاصة أن الحكومة اللبنانية لا تعترف بمشكلة اللاجئين ولا تقدم لهم شيئا لأسباب سياسية ) .