أنت هنا

14 جمادى الأول 1433
المسلم/ خاص

ناقش المشاركون في الجلسة الأولى للمؤتمر (نصرة الشعب السوري ) الذي تقيمه رابطة علماء المسلمين في العاصمة التركية اسطنبول بالتعاون مع هيئة الشام الإسلامية ناقشوا وجوب نشرة أبناء الشام ودور العلماء في ذلك.

 

وتحدث الدكتور أحمد السلوم في ورقة له عن معنى النصرة وأورد جملة من النصوص الشرعية , وصوراً من النصرة باليد واللسان والمال وخطر خذلان الشعب السوري.

 

وحذر من تسلل اليأس إلى القلوب بعد عام من المواجهة مع هذا النظام الغاشم, مضيفاً الخذلان متوقع في مثل هذا الظرف مستدلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) لكنه أكد أن هذا الخذلان  لن يضر هذه الثورة المباركة, إذا قمنا جمعياً بواجب النصرة.

 

وأورد فضيلته الآيات والأحاديث الموجبة لنصرة إخواننا في الشام, ومن ذلك قول الله تعالى " وأن استنصروكم في الدين فعليكم النصر " مشيراً إلى أن هذه الآية نزلت في أناس من الأعراب لم يهاجروا إلى المدينة يقيمون بين ظهراني المشركين, فكيف بشعب كامل, محذراً من خذلانهم في مثل هذا الظرف, مستدلاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله"

 

وأوضح أن النصرة تكون بالنفس والمال واللسان, مبيناً أننا قد كفينا جانب النصرة بالنفس على أيدي أبطال الشام في حين تبقى علينا نصرتهم باللسان والمال مشيراً إلى أن الظرف الآن يقتضي بتسليح الجيش الحر لمساعدته على الانتصار على عدوه

 

وفي مداخلة للشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود نائب رئيس هيئة علماء المسلمين أكد فضيلته على دور العلماء في بث النصرة في الأمة , ليكون هناك حراك في عالمنا الإسلامي نرى آثاره وبوادره, مضيفاً أن على العلماء أيضاً بيان الأحكام الشرعية وذكر القواعد التي تضبط العمل في مثل هذه الظروف والجهاد ومقاومة الظلم.

 

وبين أن جهاد هذا النظام بجرائمه التي لم يشهد لها مثيل أعظم من جهاد العدو الغازي وهو فرض عين على أبناء الشام, وعلى من حولهم هو فرض كفاية حتى يقوموا بما أوجبه الله تعالى عليهم محذراً من أن التاريخ يعيد نفسه,بما ارتكبته هذه الطائفة من فظائع في التاريخ وبتعاونه حينها مع التتار.

 

وأضاف الشيخ المحمود بأن هناك تساؤلات كثيرة تطرح في هذا الوقت, فعلى العلماء أن يكونوا على اتصال بإخوانهم هناك لتوضيح القواعد والأدلة الشرعية التي تحكم عملهم حتى لا تكون مقاومة الظلم بظلم يشبهه وإنما يقاوم الظلم بعدل هذا العدل الذي هو أساسه الجهاد في سبيل الله.

 

وفي مداخلة لعضو مجلس نواب ممملكة البحرين عبد الحي مراد تطرق إلى تساؤل يفرض نفسه الآن مفاده هل دور العلماء وتفاعلهم مع القضية السورية على مستوى الحدث, ليؤكد على أن العلماء هم من يحمل إرث النبوة وهم من يقع على عاتقهم التعبئة المعنوية والحث والترغيب وشحذ الهمم لمقاومة هذا العدو الصائل.

 

واضاف " في معركة عين جالوت نادى سيف الدين قطز بأعلى صوته " وا إسلاماه " فاجتمع له شتات الجيش وكانت لهم النصرة بفضل الله عز وجل فلا بد من البيان والدعوة والإرشاد وإصدار الفتاوى في ذلك "

 

واختتم بالحديث أن أسباب تأخر النصر كاشفا أن النفوس الآن غير مهيأة فالنصر قد يتأخر حتى يرى الله منا أن قد بذلنا الغالي والنفيس, وأن ما نقوم به كان خالصا لوجهه تعالى وأن الأمة قد حشدت كل طاقاتها. مضيفاً أن النصر بحاجة إلى أن تزيد صلتنا بالله عز وجل  ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )

 

فيما أكد الشيخ الدكتور عبد الوهاب الديلمي وزير العدل اليمني السابق وعضو هيئة رابطة علماء المسلين أن يحدث اليوم في سوريا من دماء وأشلاء هو أعظم تذكير للمسلمين محذرا من الفرقة والخلاف والشتات التي تؤخر النصر مذكراً بقول الله تعالى " وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشوا وتذهب ريحكم واصبروا"

 

وقال : وللاسف الشديد مرت على المسلمين علماء وحكاماً ودعاة  عوامل كثيرة مزقت صفوف هذه الأمة فصارت مشتتة مما جعلها فريسة للأعداء, وأكد على ضرورة الإعداد المادي والمعنوي حتى لا يظن أن النصر سيأتي من غير هذا الإعداد.

 

أما عضو المجلس الانتقالي الليبي والمسؤول عن الملف السوري الأستاذ أشرف الغفي فطالب بتوحيد المعارضة السورية والتفافها تحت راية من يظن فيهم العلم والإيمان والتقوى, فهم من ينبغي أن يكونوا على رأس المجلس الوطني السوري,

 

وأضاف بأن الإخوة في ليبيا لن تكتمل ثورتهم إلا بنصر إخوانهم في سوريا مبيناً استعداد المجلس الوطني الانتقالي في لبيبنا لبذل ما بوسعهم لدعم إخواننا في سوريا  الدعم اللا محدود بجميع صوره.

وفي مداخلة للدكتور عماد أكد أن منطلق هذه الثورة هو بيت الله عز وجل, وأنها ثورة المساجد وإن انطوت تحتها مجموعة من أطياف المجتمع السوري إلا أنها اندرجت تحت هذا اللواء الواسع الذي أساسه كتاب الله.

 

وأضف أن الحالة السورية قد اختلفت, وأن ما صار هو نوع من المعجزات, وذلك بتحرك الشعب السوري برغم هذا القهر, هذا التحرك الذي أفرز النتائج التي يقوم بها النظام السوري الآن من القمع العجيب و استحضار لأدبيات طائفية من الاغتصاب وحرق المنازل وحرق المؤن من أجل استفزاز الشارع السوري, مؤكداً أن الصراع عندما يأخذ هذا البعد وهذا الحجم ولا يزال تحرك الشارع السوري قائما فهو معجزه علم الله أنها بفضل بلاد هذا الشام .

 

وبين أن روية الناس لآلية العمل السياسي يجب أن تتغير فالشباب أبناء المساجد, أبناء كليات الشريعة أبناء المعاهد الشرعية هم الذين حركوا ها الحدث فهناك قوة جديدة , تحتاج إلى أن تبقى وأن تكون موجودة هي صاحبة الحدث وهي التي ستقود الحدث مبيناً أن على الجميع أن يعيدوا النظر في ثقافتهم مهما كانت اتجاهاتهم وأن يندرجوا وينخرطوا في فهم هذا الحدث, على البعد الذي سار فيه على نحو صحيح وأن لا يكرروا نفس الخطأ الذي ارتكب عام 1961م عندما لم تنمى البذرة الأولى لتوجه الشباب إلى المساجد ودروس العلم مما أدى إلى سيطرة البعثيين على الحكم منذ ذلك الوقت إلى الآن   

 

وسوف تستمر فعاليات المؤتمر طوال اليوم الخميس بجلسة ثانية وست ورش عمل متوازية وتكون الجلسة الختامية الساعة السادسة والنصف من هذا اليوم.