
وافق المجلس العسكري الحاكم في مالي الذي قام بانقلاب في البلاد في مارس الماضي على اتفاق تم توقيعه مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا, ينص على تسليم السلطة الى رئيس مؤقت وحكومة انتقالية مقابل حصول المشاركين في الانقلاب على عفو عام.
ويتضمن الاتفاق ان تعلن المحكمة الدستورية "فراغ منصب الرئاسة"، وتعيين رئيس الجمعية الوطنية( البرلمان) رئيسا مؤقتا.
وقال الوسيط الافريقي جبريل باسوليه وزير خارجية بوركينا فاسو: إن الاتفاق سيسمح خلال الأيام المقبلة بالعودة للمؤسسات التي ينص عليها الدستور والتي ستعمل بشكل طبيعي, وفقا للبي ربي سي.
وأوضح أن المجموعة ستبدأ "فورا" الاجراءات الرامية لرفع العقوبات التي فرضتها على مالي اثر الانقلاب والتي شملت إغلاق المعابر الحدودية التجارية.
وأعلن رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي أن رئيس البرلمان ديوكوندا تراوري سيؤدي اليمين كرئيس مؤقت للبلاد وستكون مهمته تنظيم الانتخابات، كما سيتم تعيين رئيس للحكومة الانتقالية على أن يصدر قانون عفو عام عن الانقلابيين.
وكان رئيس الجمعية الوطنية قد فر من البلاد عقب الانقلاب، لكن مسؤولا رفيعا شارك في المفاوضات أكد أنه سيعود إلى البلاد في وقت مبكر من يوم السبت.
وكانت الحركة الوطنية لتحرير ازواد, اكبر فصائل الطوارق المتمردة في مالي قد أعلنت "استقلال ازواد" شمالي البلاد وطالبوا بالاعتراف بهم.
وقال موسى اغ الطاهر المتحدث باسم الحركة "نعلن رسميا استقلال ازواد اعتبارا من اليوم (الجمعة)"، مضيفا أنهم سيحترمون "الحدود مع الدول المحاذية".
ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى سرعة الاعتراف بـ"الدولة الجديدة".
وكان الطوارق سيطروا في نهاية الأسبوع الماضي على ثلاث مدن كبرى في شمال مالي هي كيدال وغاو وتمبكتو.
من جهتها, أرسلت الجزائر أمس، تعزيزات عسكرية إضافية إلى الحدود مع مالي بعد سيطرة الطوارق على المدن الرئيسية في شمال البلاد، وإعلان الأخيرة عن استقلال إقليم أزواد عن مالي.
وقال مصدر أمني جزائري إن وزارة الدفاع الوطني قررت إرسال تعزيزات عسكرية من مختلف المناطق العسكرية باتجاه منطقة تينزاوتين الحدودية مع مالي في ولاية تمنراست في أقصى جنوب البلاد، بالإضافة إلى منطقة برج باجي مختار بولاية أدرار الحدودية أيضا وذلك بعد إعلان حالة الطوارئ على طول الشريط الحدودي مع إقليم أزواد الذي أعلن استقلاله.
وتتزامن خطوة الجزائر مع اختطاف قنصلها العام وستة من مساعديه في مدينة غاو من قبل جماعة مجهولة بعد سقوط المدينة في أيدي الطوارق، وأرسلت الجزائر أمس طائرة عسكرية أجلت عائلات المختطفين.