
نشر دبلوماسي أمريكي صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية تظهر وضع الجيش السوري وحدات مدفعية لضرب مناطق سكنية ونقل بعض القوات من بلدة لأخرى، في الوقت الذي نشر فيه الناشطون لقطات فيديو تظهر بشائع مذبحة نفذها الجيش السوري في دير بعلبا بحمص.
ونشر روبرت فورد السفير الأمريكي لدى سوريا الصور التي التقطتها الأقمار صناعية على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت في محاولة على ما يبدو للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لسحب القوات مثلما دعت خطة سلام وضعها كوفي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.
وعلق بالقول: "هذا ليس التقليص في العمليات الأمنية الهجومية للحكومة السورية الذي اتفق الجميع على ضرورة أن يكون الخطوة الأولى من أجل نجاح مبادرة عنان".
وعلى الرغم من قول فورد إن القوات السورية انسحبت فعلا من بعض المناطق أشار إلى تقارير لوسائل الإعلام قالت إنها أطلقت نيران المدفعية على مناطق سكانية في العديد من البلدات خلال اليومين الماضيين كما قامت بتنفيذ "حملات اعتقال" في ضواحي دمشق.
وقال فورد -الذي ترك دمشق عندما أغلقت السفارة الأمريكية في فبراير الماضي- على فيسبوك: "يجب على النظام والشعب في سوريا أن يعرفان أننا نتابع. لا يمكن للنظام إخفاء الحقيقة".
وتدعو خطة عنان التي قبلها الأسد قبل أسبوعين سوريا إلى "وقف تحركات القوات تجاه المراكز السكنية وإنهاء استخدام الأسلحة الثقيلة فيها وبدء سحب التركيزات العسكرية في المراكز السكانية والمناطق الواقعة حولها".
وأعطى عنان مهلة للأسد حتى العاشر من إبريل موعدا نهائيا لانسحاب القوات السورية و12 إبريل لوقف إطلاق النار، ويبدو أن النظام السوري يستغل هذه المهلة في تصعيد عمليات استهداف المدنيين وقتلهم والقضاء على الجيش السوري الحر الذي أخذ على عاتقه الدفاع عن المدنيين.
وقال عنان يوم الخميس إن سوريا أبلغته أنه يجري سحب القوات من إدلب والزبداني ودرعا. ولكن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون قال يوم الجمعة إن الصراع يزداد سوءا وأن الهجمات على المناطق المدنية مستمرة.
وقال نشطاء معارضون إن ما لايقل عن 27 من الجنود والمعارضين والمدنيين السوريين قتلوا في أعمال عنف أمس الجمعة وذلك قبل أربعة أيام فقط من انتهاء مهلة سحب القوات.
وقالت وكالة رويترز إنه ليس من السهل على أي عين غير خبيرة أن ترى التفاصيل في صور الأقمار الصناعية التي نشرها فورد يوم الجمعة على صفحة فيسبوك.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن هذه الصور قدمها قمر صناعي تجاري.
ووضعت على هذه الصور أسهم ورموز للدبابات قال فورد إنها تشير إلى وجود عربات مدرعة.
وقال فورد إن الصور أظهرت سحب دبابات من داعل في محافظة درعا ومن تفتناز وهي قرية شرقي مدينة إدلب.
ولكن فورد قال إن "الحكومة السورية حركت ببساطة بعض المركبات المدرعة خارج تفتناز إلى بلدة زيردانا القريبة".
وحملت بعض الصور الأخرى علامات أسهم وتعليقا قال إن الحكومة السورية "أبقت وحدات مدفعية قرب مناطق سكنية" مثل حمص والزبدني" حيث يمكنها إطلاق النار عليها من جديد.
وكانت تلك ثاني مرة ينشر فيها فور صورا لأقمار صناعية في محاولة لإعطاء دليل على استهداف سوريا للأحياء السكنية. ونشرت الصور السابقة في العاشر من فبراير.
من ناحية أخرى، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو تظهر 13 جثة عثر عليها ملقاة في شوارع مدينة حمص السورية يوم السبت حيث أصيب الضحايا بطلقات رصاص في الرأس بينما سالت الدماء على الرصيف.
وهذه الصور تخض ما أسماها الناشطون مذبحة منطقة دير بعلبا في حمص.
وفي الفيديو صرخ رجل وهو يسير بجوار الجثث التي عثر عليها ملقاة على وجهها وسط برك من الدماء: "اكتشفنا اليوم مذبحة في حي دير بعلبا. انظروا يامسلمين. انظروا ياعرب".
وجميع الضحايا من الرجال في سن الشباب أو أواسط العمر وكانت أياديهم مكبلة خلف ظهورهم والبعض معصوب العينين. وقال نشطاء إنهم لا يستطيعون تحديد هوياتهم أو سبب قتلهم.
وقال سليم قباني عضو لجان التنسيق المحلية المعارضة إن بعض الجثث تظهر عليها آثار تعذيب ومن المحتمل أن يكونوا من المعتقلين موضحا أنه لم يعثر على بطاقات هوية مع الضحايا وأنهم يحاولون التعرف عليهم.
وتابع أنه يعتقد أن كثيرين منهم من سكان الحي وأن بعض النشطاء هنا تعرفوا عليهم من ملابسهم.
وكان وسط حمص مسرحا لأكثر الاشتباكات دموية للانتفاضة المستمرة منذ عام ضد الأسد وقواته التي شنت حملة أودت بحياة نحو 10 آلاف غالبيتهم من المدنيين.
وحمل قباني قوات الأمن مسؤولية جرائم القتل في حمص وقال إن الجثث عثر عليها بحوار مدرسة استخدمها الجيش كمركز اعتقال غير رسمي.