
كشف الباحث في دراسات العمل الخيري الدكتور خالد بن عبد الله السريحي، عن توجهات جديدة للعمل الخيري السعودي خلال الفترات المقبلة، موضحا أنها تشمل البحث في عدد من المشكلات التي تواجه العالم، مثل: الكوارث الطبيعية المحلية، والموازنة بين العمل في الداخل والعمل في الخارج، والعمل على تأمين احتياجات الشرائح الفقيرة والضعيفة، وتأهيلها للقيام بنفسها. وذكر السريحي وهو المدير العام للمركز الدولي للدارسات والأبحاث (مداد) أن المؤسسات الإسلامية بدأت تهتم بنوعيات جديدة من المشكلات، كما أنها التفتت إلى ضرورة الاحتراف والمهنية في عملها، والاستعانة بالمراكز المتخصصة والشخصيات ذات الخبرة في مجال العمل الخيري.
ولفت السريحي في تصريحاته لموقع المسلم ان بعض الجمعيات الخيرية السعودية كانت خلال السنوات الماضية تتجاهل التغطية الاعلامية لمناشطها وتفضل أن يكون عملها بعيدا عن الإعلام وتناوله، باعتبار أن تسليط الضوء عليها يعيقها ويحد من رسالتها الأصلية وهي عمل الخير بكتمان وبلا إعلان، بيد أنه تم اكتشاف خطأ هذا المسلك، وعملت بعض الجمعيات على استدراك الأمر بسرعة، في حين تأخر بعضها في ذلك؛ لعدم امتلاكها للخبرات والكفاءات اللازمة للقيام بهذا العمل. واكد الخبير في العمل الخيري أن هذه المؤسسات فاتها الكثير من الخير بالابتعاد عن الإعلام؛ فقد كان بالإمكان أن يؤدي طرح هذه المؤسسات في الإعلام إلى حملة استقطاب كبيرة لبرامجها وأنشطتها، بحيث تنعكس إيجابا على مضاعفة ما يصلها من تبرعات عينية ومادية، ذلك إلى جانب أن هناك الكثير من الناس من تكون لديه مشكلة ولا يعرف أن بعض المؤسسات تفرد لهذه المشكلة إدارات متخصصة بإمكانها أن تحل مشكلته في ظرف ساعة من الزمن، أيضا كان يمكن لهذه المؤسسات من خلال تواجدها الدائم في الإعلام أن تحمي نفسها من الاتهامات التي أُلصقت بها، وبالتالي يعرف المجتمع كذب تلك الاتهامات.
ورأى السريحي ان العمل الخيري في المملكة ظل على الدوام متواكبا مع المتغيرات التي تحدث في العالم؛ إذ كان أكثر عمله ينصب على بلدان العالم الإسلامي النامية أو التي تتعرض لمحن وكوارث، وقد سجل فيها العمل الخيري السعودي لوحة مشرقة مشرفة للمملكة.
واضاف "بالاجمال يمكن القول إن الجمعيات الخيرية السعودية، سواء في الداخل أو الخارج كانت تأخذ بالاعتبار عند إعداد خططها ما يمر به العالم من متغيرات، وتتكيف مع الاحتياجات الطارئة".