مساوىء الأخلاق بعد الثورات !
27 ربيع الأول 1434
د. خالد رُوشه

من الطبيعي أن تقوم الثورات لتعديل الانحرافات وتقويم المعوجات وإلغاء المساوء وإظهار الفضائل والمحاسن وعلى ذلك تقوم الدعوات إلى الثورات دوما , وعلى ذلك قامت بالفعل تلك الدعوات في دول الربيع العربي , حيث لم يكن هناك رعاية لشرع الله وفتحت العلمانية أبوابها , وانتشرت المفاسد الأخلاقية والسلوكية وتراجعت القيم الإيمانية لكن المزعج , أن نرى بعد تلك الثورات تصاعد حالة أخلاقية سلبية للغاية , وصلت لحد المساس بالمقدسات , والسخرية من القيم ودحض المبادىء والاستهانة بالشريعة رأينا ذلك أول ما رأينا في انحراف لغة الكلام , إذ بدت بعد تلك الثورات لغة خطابية وكتابية ومحادثية بين الناس تعتمد كل الاعتماد على السب والشتم والسخرية كما تعتد على مساوىء الأوصاف , ظهر ذلك بوضوح على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا بين الناس – تويتر والفيس بوك – كما ظهر في لغة الإعلام الذي تدنت لغته إلى أسوأ ما يمكن حتى صار الحوار سبابا , وصارت المناقشة شتما ولعنا وربما ضربا وعراكا واذى وإعلانا بالاضطهاد والترصد للمخالف كما رأينا ذلك أيضا في السخرية من المقدسات والاجتراء على المحرمات , حتى وصل الأمر إلى الإعلان بالإلحاد علنا على مواقع التواصل الاجتماعي , ووصل الأمر إلى سباب النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وصحابته , حتى قال أحد من سموا أنفسهم الثوار في مصر على صفحته " هاهو ربكم ينظر الينا ونحن نقتل ولا يفعل شيئا " 
 

كما رأينا ذلك في ما يزعمون أنه حرية البنات والنساء مع الرجال , فظهرت الخلطة بين الرجال والنساء على شكل سلبي يتجاهل الحياء ويعلن الفسوق سلوكا مقبولا كما تابعنا جميعا مدى الاستهانة بالسلوك الإجرامي من القتل والتخريب والإضرار باالناس والمؤسسات وغيرها ولسنا نعنى بذلك أن الثورات يجب أن تنتج ذلك , لكن الثورات بالفعل قد تنحرف عن القيم التي بدأت بها مادامت لم تجد رعاية كاملة لها ولم تجد إطارا مرجعيا يقوم سلوكها أما إذا تناحرت القوى المجتمعية وعمت الفوضى فانتظر انهيار القيم ولا محالة