على نار هادئة !
22 ربيع الثاني 1434
د. نادية محمد

هل قرا احدكم قصه الضفدعه التي ماتت في الماء المغلي ؟؟؟..

 

 

هذه الضفدعه وضعوها في الماء الفاتر وتركوا النار تحتها بطيئة ..يعني " علي نار هاديه " كما يقولون حتى  ماتت !!!

 

تنتابني حيره من امرنفسي .عندما اري البعض من حولي وخصوصا اصحاب القرارات وهم في حاله من العزله الشعوريه ...وكانهم مثل الضفدعه التي ماتت دون ان تشعر بغليان الماء....

 

هذا التذويب البطيء الذي يحدث لآدميتنا..يأتيني عندما اري بعض مقاطع الفيديو التي تصل الينا وما خفي كان اعظم.. عندما اري ارادة البقاء في عيون شعوب سوريه.. وغزه ..وبورما ..والعراق.. وتونس ..ومصر ..وليبيا المكبلين بالجوع والفقر من كل اتجاه..

 

كيف وأن الدماء في تلك البلاد الغالية الابيه قد اصبحت رخيصه في اعتبار كل من حولها ممن لم يجربوا طعم الذل والجوع والهوان ومر الحياة...!

 

حقا.. عار على أمّة اصبحت تدفن راسها في الرمال مثل النعام , عندما نري النفوس تقتل وتعذب وتحرق لانها ترفض ان تركع .. ثم ننصرف إلى متاع الدنيا والتمتمه بالدعاء والقاء الاتهامات..

 

كيف وصلنا الي هذه الحاله ؟؟!! اين مشاعر الرجولة واين نزعة المروءة؟ ..اليس من العار أن يكافئ صبرهم وتضحياتهم بالسلاح الثقيل المصوب نحوهم بينما الظالم يتمتع بالطمأنينة والسلام؟؟
اليس من العار ان نغفل صمود الابرياء أمام الدبابات والصواريخ والطائرات ؟؟ اليس من العار ان يستمر تبلد هذا الإحساس؟؟!

 

اليس من العار ان تمد دول تقتل شعبها بأسباب الحياة وبالاسلحه وبالوقود يحركون بها دباباتهم وطائراتهم ..ونترك المغلوبين علي امرهم يحرقون ويعذبون ويقتلون ويعزلون ويسجنون يطردون ويخنقون بالغاز السام فوق هذه الارض ؟؟؟

 

اي درس عربي او قل اسلامي هذا الذي يريدون ان يلقنوه إخوتهم ليخنقوا كل متنفس لهم للحياة لقاء محاولتهم التغيير والخروج من واقع دنيئ جربوه و أقعدنا وجمد الدماء في شرايننا؟!

 

في هذه البلاد رايت من يدفن حيا حتي يقول لا اله الا بشار وفي غزه يقاتلوون وحدهم من اسرهم , بل ويقول لي اخ زارهم ..ان من الأمور العجيبة أن المصابين ببتر الأعضاء كانوا يصبرون أهليهم !!!..هذا رغم فداحة البلاء..

 

اليس من العار ان أمثال الضفاضع من حولهم منهمكون في تحصيل قوتهم بل وغارقون في هموم المعيشية؟ ولا يسعون من اجل النصره او حتي التضامن مع أولئك المسحوقين ليل نهار؟..!! بل تآمروا على سلب هذه الشعوب من عزيمتها وكسر شوكتها...

 

انهم لم يكتشفوا بعد سر صمود ومقاومة هذه الشعوب أمام طوفان القهر ومؤامرة التجويع...

 

ان الدمار لا يورث الا صلابه ثم سينقلب بركانا يتمرد ولا يهدا على اي أرض وعندها سيكون مفاجئا لكم حتي تنسوا مقوله : لاجديد تحت الشمس من العبيد، وانكم الأغلبية فى كل عصر..