أنت هنا

19 جمادى الأول 1434
الرياض- المسلم

حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم الأمة من غياب الضمير موضحاً أن الضمير الحيّ إذا غاب عن المجتمعات أصبح أفرادها أشباحاً بلا أرواح.

 

 وقال في خطبة الجمعة أمس بأن المجتمعات المسلمة عانت في هذا العصر من غياب الضمير الحيّ الواعي، الذي عوّدهم في غابر الأزمان أنه إذا عطس أحد منهم في المشرق شمّته من في المغرب، وإذا استغاث من في الشمال لامست استغاثته أسماع من في الجنوب.

 

وأضاف: "إن الدهشة كل الدهشة ما أصاب الأمة في هذا العصر حيث يصرخ من هو بجانبك ويئن فلا يسمع، ويشير بيديه الغوث الغوث فلا يرى، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".

 

وقال بأن  العالم اليوم يعيش أوج مراحله التقنية والمعلوماتية، ويشهد حمم براكين الابتكارات والمحدثات في الميادين كافة، فلا يلبث الناس لحظات يسيرة مع مستحدث جديد يتأملون صورته إلا داهمهم من الجديد ما ينسيهم الأول وهكذا دواليك.

 

وأضاف: " في حين أن العالم اليوم استطاع بهمّته وحبّ استطلاعه أن يصل إلى الفضاء ويصنع القنبلة النووية، إلا أنه في الوقت نفسه لم يستطع إيقاظ الضمير لدى المجتمعات والشعوب، ولم يملأ الخواء الروحي في أن يجعل الحياة وسيلة لا غاية، فأبصروا نجوم الفضاء وعموا عن القذاة في العين".

 

وأكد أنه لن يستيقظ ضمير الأمة إلا بيقظة ضمير أفرادها، متسائلاً كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟ وكيف يلبس الخاتم امرؤ أكتع اليدين؟

 

وأكد أن الشريعة الإسلامية جاءت سادة أبواب موت الضمير وضعفه حاثة المجتمع المسلم على إدراك ذلكم حتى لا يقع ضحية ضمير ميت أو غائب في حين أن قوامه وقوته وتكامله إنما يكون بالضمير الحي الواعي لاشي غير ذلك.