26 ذو القعدة 1434

السؤال

السلام عليكم.. ربما تتعجبون من سؤالي، ولكن يشكل لي مشكلة كبيرة أرجو أن تأخذوا الأمر بجدية، بارك الله فيكم.
أعيش أنا وأمي الغالية وزوجتي في منزل واحد، ولا أكاد أجد الوقت الكافي لكي أخلو بنفسي للقراءة؛ فكلما وجدت وقتاً للقراءة إما أن تأتيني والدتي لكي تحادثني وتجلس معي، أو زوجتي، فأنا بين والدتي - حفظها الله - وزوجتي، مع العلم أني لم أرزق بذرية منذ زواجي، منذ ثلاث سنوات، وأنا أحب القراءة كثيراً، ولكن لا أدري ما الحل؟ وجزاكم الله خيرا.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ السائل، لا بأس بسؤالك، وهي شكوى حقيقية موجودة عندك وعند غيرك من الناس.
وأنا أمدح فيك رفقك على والدتك وزوجتك بسعة صدرك لسماع حديث والدتك ثم حديث زوجتك وهكذا وهو ما يحتاج إلى صبر وحسن خلق ورفق معهما فشكر الله لك صنيعك الحسن، واشكر لك وصفك أمك بالغالية فهو دليل على تقديرك لقدرها، وأنصحك بالاستمرار على حسن الفعال معهما مع تقديم بر الأم تقديما تشارك فيه معك زوجتك في بر أمك، شريطة ألا تضر بزوجتك أو تؤذيها في مشاعرها أو حقوقها.
مشكلة القراءة والمدارسة والاطلاع يمكنك أن تبحث لها عن حلول احتياطية أخرى عند ضيق وقتك وذهاب جميعه مع أهلك.
فيمكنك أن تجعل لنفسك وقتا في المكتبة، تنفرد فيه بنفسك بالقراءة.
ويمكنك أن يخلو بنفسك في مسجدك للذكر ثم القراءة.
ويمكنك أن تستغل فرصة وقت ما بعد صلاة الصبح للذكر ثم القراءة.. وهكذا.
ولي صديق قد اعتاد منذ سنين أن يقرأ يوميا قبل أن يذهب إلى عمله في الصباح الباكر بضع صفحات، لقد اعتاد ذلك بشكل مستمر حتى استطاع أن يتخطى حاجز المائة كتاب قراءة كاملة.
وأعود عليك كذلك بجزء من المسئولية في ضياع وقتك، فأنت تستطيع بضبط وقتك أن تعمل ما هو مطلوبا منك وتؤدي مسئولياتك وتتحادث مع أهلك مع عدم تفريط في وقتك، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد كان يحادث أهله ويكون في مهنتهم في بيته حتى إذا حانت الصلاة فكأنهم ليسوا منه ولا هو منهم.. فتدبر!!
ودعني ههنا قبل أن أختم حديثي معك أذكرك بالصبر والرضا بقضاء الله سبحانه في تأخير رزقك بالذرية، فلست تدري قضاء الله سبحانه الذي هو خير كله للمؤمنين، وأوصيك بكثرة الاستغفار فهو سبب للرزق بالولد.. ولعل الله سبحانه يمن عليك بنعمة الولد فيشغل زوجتك ووالدتك به ومعه فيكون خيرا مزدوجا لك.. أسأل الله لك كل خير ولا تنس أن الله سميع قريب مجيب الدعاء.