18 ربيع الثاني 1437

السؤال

أبي لا يحبني، فهو دائما لا يحب سعادتي، وأنا لا أحتمل هذا ولا أحتمل والدي. أرجوكم ساعدوني.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الابن السائل
ما من والد في الدنيا لا يحب ولده، كيف وهو جزء منه؟!
إن هذه الفكرة هي فكرة شيطانية بائسة كريهة، بثها الشيطان في قلبك ويبدو أنك تشربتها من أصدقاء سوء أو من بيئة خبيثة خالطتها فثبتتها في صدرك
لقد أمرنا الله سبحانه يا بني ببر الوالد مهما كان سلوكه ومهما كان حاله فقال سبحانه: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} [لقمان: من الآية15].
وربما يأتي يوم فيجد فيه أحدنا من أبيه شدة أو قسوة أو إعراضا أو انشغالا عنه فيلقي الشيطان من الإنس والجن في قلبك الظن أنه لا يحب الخير لك ولا يرجو سعادتك، لكنك لو صدقت نفسك وتجردت في رؤيتك له ستجد أنه هو من أهم أسباب ما أنت فيه من خير وعقل، فهو والدك وهو من أنفق عليك صغيرا حتى شببت وهو من اختار أمك، وهو أكثر الناس حرصاً عليك.
ربما هناك بعض الآباء لا يحسنون التعبير عن مشاعرهم، أو أنهم من فرط انشغالهم لا يهتمون بالسؤال عن أبنائهم، أو أنهم من فرط رغبتهم في ان يتحمل أبناؤهم المسئولية ويشبوا رجالا يعتمدون على أنفسهم يتركونهم بقليل من مال أو قليل من دعم، وحتى لو كانت بعض هذه الممارسات غير صائبة فتبقى نيتهم الحسنة تشفع لهم ويبقى أمر الله سبحانه لنا بالبر بهم قال سبحانه: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [البقرة: من الآية83].
أنصحك أن تجالس والدك، وتفتح قلبك له ومعه، وتطلب منه أن يستمع إليك في شكواك، وتكلمه بشكل مهذب خلوق، فتثني على فضائله أولاً، وتشكره، ثم تعرض مشكلتك معه، فإن تفهم واستجاب فذلك خير ونعمة، وإن لم يستجب فاذهب لبعض أقاربك الذين هم مقربون من أبيك واجعلهم واسطة بينكما لكن مع الاحتفاظ بحسن الأدب في حديثك عن أبيك ومعه وعدم المبالغة في الشكوى.
وأوصيك أولاً بدعاء الله سبحانه كثيراً أن ييسر لك بر أبيك وأن ييسر لك حل مشكلتك إنه سميع قريب مجيب.. وفقك الله.