19 محرم 1436

السؤال

السلام عليكم.. أنا مطلقة ومعي ولد، وأبوه لا ينفق عليه، رفعت عليه قضية لكن دون جدوى، يتعاطى المخدرات، وسقى الولد مخدرات وهو عمر سنة، والآن يهددني كي أرجع عن المطالبة بحق النفقة، حياتي كانت غم عندما كنت زوجته، والآن ما زال الهم حتى بعد الطلاق، فلا يتركنا في حالنا، ماذا أفعل؟؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

تسعد الكثير من الفتيات بتقدم الشباب لخطبتهن، وتسعد ببريق لون الذهب، والابتسامات التي يمكن أن تكون زائفة أو مؤقتة، لكن ما يلبث الحال أن يرفع عنه الستار وتظهر حقيقة ذلك الزوج، فاللوم كل اللوم عليك أيتها الابنة، فلم تحسني الاختيار لصاحب بيتك وأبي أولادك، ونسيت أن الزواج الناجح قائم كما علمنا ونصحنا نبينا صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
وليس اللوم عليك فقط، بل على الأهل الذين هم أكثر خبرة، فلماذا لم يدققوا السؤال عليه قبل الزواج، ولماذا لم يشترطوا الدين والخلق كشرط في تزويج ابنتهم قبل أن يبكوا على اللبن المسكوب؟!
إنها آلام مجتمعاتنا عندما تبتعد عن هدي الإسلام ووصايا خير الخلق صلى الله عليه وسلم.
فهل تنتظرين الآن حقا ممن لا خلق له ولا ديانة؟ وهل تنتظرين مروءة ممن لا يعرف معانيها بينما هو غارق في المخدرات غائب عن الوعي؟!
إن أول ما ينبغي أن ينصب عليه عملك هو أن يقوم أناس تجاه هذا الزوج ليعرفوه أخطاءه وينبهوه إلى عاقبة فعله على زوجته وولده وتجاه نفسه أيضا.
أمر آخر ألفتك إليه، فعليك أن تعلمي أن العند لا يولد إلا العند، وأنا أنصحك باستنفاذ وسعك في الحلول الهادئة بعيدا عن التصعيد سواء بالقضاء أو غيره، فإن لم تنفع الحلول فليكن لجوؤك للقضاء ولك في ذلك عذر مقبول واضح.
فإذا شعرت بالظلم فلا تقولي إلا "حسبي الله ونعم الوكيل"، وإذا شعرت بالمصيبة فلا تقولي إلا "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها".
وإذا شعرت بالهم والغم فلا تقولي إلا دعاء الكرب والغم "اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علَّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء همي وغمي".
عليك أيضاً أن تبحثي عن مصدر رزق مناسب لك من داخل بيتك، أو من عمل ينضبط بالضوابط الإسلامية التامة، تستطيعين من خلاله أن تنفقي على ولدك، وأما نفقتك من زوجك فهو حق عليه تجاه ولدك ويجب عليه أن يؤديها لكم، وأرجو إذا أغناك الله سبحانه أن تستغني عن مال هذا الرجل.
حاولي بداية حياة جديدة، تنسين كل الماضي، وأوصلي علاقتك بالله تعالى بالمحافظة على الصلوات واصبري كي يجعل الله لك مخرجا، يقول الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة:45]. وعليك بكثرة الاستغفار وكثرة الذكر وكثرة الأعمال الصالحة، والبعد عن كل ما يبعدك عن الله تعالى من غيبة، ونميمة، وقيل وقال
واطلبي العون من الله تعالى، ولا تستعيني إلا به سبحانه، وأكثري من الدعاء لله تعالى فالله قريب يجيب المضطر إذا دعاه.