السؤال
الله عليم بكل شيء حتى الذي لم يحصل بعد، ما رأي الإسلام في القضاء والقدر أو هل يمكن للرجل بأن يتحكم في القسمة والنصيب أم أنه شيء مكتوب؟ مثلاً : إذا كان شخص يموت فإن بعض الناس يقولون موته في يد الله ومشيئته والبعض يحاول علاجه و إنقاذه من الموت، هل هو مكتوب أم أن الرجل يمكن أن يكتب قدره بنفسه؟ .
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
فكل شيء مكتوب ومقدر كما قال تعالى: ( ما فرطنا في الكتاب من شيء)، وقال تعالى: (وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر). وفي الحديث الصحيح: (أول ما خلق الله القلم قال له : اكتب قال : يا رب وما أكتب؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) وفي الحديث الآخر: (قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ) .
وهذا التقدير غائب عنا لا نعلمه ولا يجوز أن نتكل عليه وندع العمل والأخذ بالأسباب فلا تنافي بين الأمرين وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام فإن الله ما أنزل داء وإلا أنزل له شفاء أو دواء ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) ونحن لا نعلم عن المكتوب إلا بعد حصوله، وقد جعل الله لنا إرادة وقدرة ومشيئة واختياراً لا نخرج عن قدرة الله ومشيئته ، والخلاصة أنه لا تعارض بين محاولة إنقاذ إنسان من الموت وبين قضاء الله المقدر والمكتوب والذي لا نعلمه إلا بعد حصوله ، والله تعالى أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم