21 رمضان 1437

السؤال

كيف امتلك الجرأة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خير الأعمال الصالحة، بل هو سمت أمة الإسلام ومصدر خيريتها، قال سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: من الآية110].
وقال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33].
فأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصلح الناس قولا وأحسنهم حديثاً.
ولكي يقوم المرء بهذه المهمة يجب أن يخطو خطوات أساسية:
أولها: أن يكون عمله مخلصا لله سبحانه.
ثانيها: أن يتعلم فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتدرب عليه على يد الدعاة الثقات.
ثالثها: أن يتعلم أدب الأمر والنهي وأدب النصح.
رابعها: أن يبدأ بنفسه ثم أهله المقربين ثم صحبته القريبة وهكذا.
خامسا: أن يكون عالما بما يأمر وما ينهى.
وأحب أن أؤكد عليك أيها الأخ السائل أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مجرد جرأة كما ذكرت في سؤالك، بل هو شعور بمسئولية بلاغ الخير والأمر به.
والدعوة إلى الله سبحانه يلفها الرفق، وتعلوها الرحمة، ولا يصح أن يكون الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر غليظا أو شديدا على الناس، بل إن في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر نبيا من الأنبياء شجه قومه فكان يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
وقال سبحانه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128].
ويجب على القائم بالأمر والنهي أن يعرف شروطه أيضا ومن أهمها:
- أن يكون المنكر المنهي عنه متفق عليه، فلا إنكار في المسائل الخلافية.
- ألا يترتب على النهي ضرر.
- ألا يترتب على النهي ما هو شر من المنهي عنه.
وبالعموم فإن الإخلاص ومحبة دين الله سبحانه ومحبة الخير للخلق هو الباعث على الأمر المعروف لهم وإنكار المنكر الذي يقعون فيه.