يشكو الكثيرون من داء التلعثم الذي ربما يكون قد اصابهم لسبب أو لآخر , وعلى الرغم أنه ليس داء مؤلما ولا أثر له مرضي بالغ , وأنه كغيره من العقبات الحياتية يتكيف الناس معه , وأن الكثير ممن اتصفوا به أو عانوا منه صاروا متميزين ومؤثرين كل في مجاله , لكن البعض يضيقون به صدرا , مما يتسبب لهم في معوقات أثناء ممارستهم حياتهم اليومية وتنفيذ إنجازاتهم الحياتية على الرغم من كونهم يتمتعون بالذكاء الكبير والذهن المتوقد والفهم العميق ..
المشكلة قد تستمر مع العمر , ومن الطفولة الى المراهقة إلى الشباب , ومع الايام يتمنى المصابون بها أن يجدوا لها حلولا عاجلة وسريعة وفورية , وعندما يفشلون في بعض المحاولات يصيبهم الياس ! .
اليوم أنا اقدم لقارئي العزيز تجربة قام بها بعض الباحثين الغربيين وتابعهم بعض الباحثين العرب , وقمت بها بنفسي , تجاه بعض الأعزاء على قلبي , ممن يتصفون بالذكاء والفهم والتميز , لكنهم كانوا يعانون من مشكلة سرعة الكلام التي قد تصل في بعض الأحيان – وخصوصا عند التوتر – إلى التلعثم . الحمد لله , قد نجحت تجربتي بدرجة كبيرة , ونجح هؤلاء الأعزاء في تخطي تلك العقبة بنسبة تزيد عن 80% , واصبحوا قاب قوسين أو أدنى من التخلص التام من سرعة الكلام ومتابعة إنجازاتهم وحياتهم المشرقة إن شاء الله ..
أستطيع أن ألخص تجربتي معهم في ثلاث خطوات حتى لا أطيل على القارىء فيمل أو أكثر عليه من التكليفات فيزهد , لكنني اؤكد أن الإيمان بالله سبحانه واليقين فيه سبحانه , وسؤاله بالدعاء المخلص هو بداية كل خير يحصل للعبد الصالح .
كما أؤكد أن الرغبة في تخطي العقبات هي الأخرى أثر مهم للغاية في تحقيق الإنجاز , وأن هذه الرغبة تقتضي بعض الصبر والمثابرة لبعض الوقت الذي لن يطول بإذن الله .
الخطوة الأولى : مبنية على صعوبة تصور الجملة القادمة للمتحدث واهتمامه بما سيقوله , ومن ثم يحدث له تكرار الكلمات وعدم وضوح بدايات الكلام , ولذلك فالخطوة الأولى ههنا هو أن يلزم نفسه بالحديث عبر جمل مكونة من ثلاث أو أربع كلمات فقط , ولا يزيد على ذلك .
الخطوة الثانية : مبنية على السبب الأول لسرعة الكلام والتلعثم وهو صعوبة استقبال الحرف الأول من الكلمة الأولى من الجملة وخطوتنا ههنا هي التدرب بالقراءة , عبر تقسيم كتاب صغير سهل مقروء , إلى جمل بسيطة ثلاث أو أربع كلمات , لكن مع التركيز على استقبال الحرف الأول من الكلمة الأولى ومده قليلا للتأكيد عليه , ومن ثم تطبيق ذلك ايضا على الكلام الشفهي – وليكن ذلك مع أحد الموثوق فيهم ممن يرتاح لهم ويطمئن المتحدث – .
الخطوة الثالثة : وهي مبنية على ما يحصل من توتر للمتحدث فيحدث تشنجا في بعض العضلات – سواء عضلة الحجاب الحاجز أو الشفتين أو غيرها - , وخطوتنا هنا هي أخذ نفس عميق بين كل جملة من جمل الحديث , والتدريب على ذلك .
تلكم هي الخطوات الثلاث , وقد توقعت لهذا البرنامج أن يسير عبر ثلاث مراحل الأولى عبارة عن أسبوعين ثم الثانية أسبوعا ثم الثالثة ثلاثة ايام , يتنقل المتحدث من مرحلة إلى أخرى عن طريق تخفيف التركيز والتدريب , بحيث يصل في نهايتها إلى الحالة العادية .. ولن يستغرق هذا البرنامج التدريبي أكثر من شهر وستبدو ثماره الكبرى إن شاء الله .
لقد آثرت الاقتصار والاختصار الشديدين رغبة مني في التأكيد على بساطة الأمر وسهولته , وقد نجحت تجربتي ولله الحمد مع من جربت معهم – وهي تجربة علمية مبنية على دراسة علمية مستفيضة للمشكلة - .
وأستقبل من أعزائنا القراء متابعاتهم في ذلك واسال الله العظيم رب العرش العظيم لكل قارىء تؤرقه تلك المشكلة أن يمن الله عليه بالتغلب عليها ..