10 شعبان 1436

السؤال

أنا الزوجة الثانية، تزوجت على طبق من ذهب كما يقول المثل، لم يكن لي طلبات عند زواجي، كل ما كنت أريده هو الستر، مع الأيام أحببت زوجي، لم أعرف أنه لم يخصص لي أياماً يأتي فيها عندي، إلا بعد مرور شهرين بدأت ألاحظ أنه لم يأت إلا في الأسبوع مرة، صارت مشاكل بيننا لهذا السبب، بدأت أفكر في الحمل، وعندما صارحته بذلك، قال لي: ادع ربنا، ومع ذلك أصبح لا يأتي عندي إلا في الشهر ثلاث مرات، زوجي كثير الزعل من لا شيء، في هذه الأيام هجرني ويذهب لزوجته الأولى وأولاده وأنا محبوسة في البيت، أما أهلي من بلد آخر وليس لي أحد هنا، أنا لم أقصر في شيء تجاهه، فما الحل!

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

إنها السحابة المعتمة التي تمر على كل الأزواج في بداية زواجهما، تظلهما وقتئذ بالهموم والأحزان، خاصة عند تعرضهما لمشكلة ما، فالسحاب لا يستمر وجوده في السماء، فلابد أن يسير ويأتي بعده نور ساطع يملأ الأرجاء.
هكذا ابنتي السائلة..
إن كل ما تشعرين به ما هو إلا مجرد وقت مؤقت، أحزان مؤقته، لا تستمر، بل سيستبدل الله تعالى الكريم بها خيرا، ولكن عليك إدراك عده نقاط:
1- ففي بداية الزواج والعقد لم يتم الاتفاق بينك وبين زوجك على نظام معين في المبيت عندك وعند الزوجة الأولى، فبالتالي عليك التدبر في الموقف وأما زوجك فبينه وبين الله عليه العدل في كل شيء، لأنه سوف يحاسب أمام الله على ذلك، وفي نفس الوقت لا ترغميه أن يأت عندك وهو كاره لذلك، ولا تلحي عليه بذلك لأنه يدرك تماما الحق المطلوب منه، فإن فعل وعدل قد أنقذ نفسه عندما يقف أمام الله تعالى، وإن لم يفعل ستظل كل حياتك مشاكل لكن سوف تنتهي بما لا تحبين إذا أصررتِ على الإلحاح، فالشيء عندما يزيد عن حده ينقلب إلى ضده.
2- عليك أن تعلمي أن للزوجة الأولى حقا كبيرا، فشرعا الآن أنت متساوية معها في كل الحقوق، ولكن إنسانية منك عليك أن تعلمي أنها هي التي بدأت معه درجة درجة، وأن زواجك منه قسم ظهرها، فلابد أن تتقبليها كأخت لك، محاولة أن تشعري بآلامها وأحزانها، فهي تزيد آلاما عن آلامك، وكربا عن كربك.
3- أيضا لابد أن تعلمي أن أولاده لهم حق كبير وقدر من الرعاية عليه، فإن أهملهم في هذه الفترة من حياتهم فسوف يخسرهم، فأنت تعلمين ما قدر الفتن في هذا الزمن التي ممكن أن يغوص فيها الأبناء والشباب، فلا بد أن تضعي لذلك حساب.فأنك لم تقصري في شيء تجاهه، فهذا جميل منك ولكن عليك أن تجلسي مع زوجك جلسة صراحة، تكونين واضحة تماما في الحديث دون استفزاز له، لمعرفة ما يحبه منك وما يزعجه، وما الشيء الذي يجعله بعيدا عنك لهذه الدرجة، وكيفية تصحيحه، فهو الآن مرآه لك، ربما من هذه الجلسة تخرجين بشيء يفيدك يوطد العلاقة بينكما.
4- وبما أن زوجك يحزن من لا شيء ورجل غضوب فعليك بالحكمة في التعامل معه، واستخدمي ذكاءك، واستخدمي الأسلوب اللين للوصول إلى قلبه، وإياك وكثرة الشكوي، فالهارب من بيته الأول يريد راحة البال في بيته الثاني، فالزوجة هي سر سعادة البيت.
5- عليك بالصبر والأمل فيما عند الله تعالى، فالله تعالى كريم، حي، قيوم، يعلم ما في قلوب عباده ومعاناتهم، فليس عليك إلا الرجوع إليه سبحانه ومواصلته بالعبادة، ومداومة الدعاء له بأن يصلح لك أحوالك وعليك بهذا الدعاء الجميل " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي " فالله سبحانه قريب مجيب دعوة الداعي إذا دعاه.