5 رمضان 1436

السؤال

أنا أعاني من زوج يكبرني بعشر سنوات، غيور جدا، وسريع الغضب ومتسلط، تزوجته وعمري ثمانية عشرة عام، أخاف منه، وأستسلم لكل ما يأمرني به، والآن أريد أن أغير حياتي معه، يتحكم في لبسي وشكلي، مما يجعلنا في مشاكل دائما، فأنا من عائلة متدينة جدا وأعرف ما يجوز من اللبس وما لا يجوز، وهو إنسان حليق ومسبل، ويفرض عليّ أشياء ليست في الدين، متشدد، يفرض عليّ لبس العباية وأنا أريد لبس الخمار والنقاب لأن الخمار يريحني أكثر من العباية التي من الرأس، وكلاهما سواء، يلعنني ويشتمني ويدعو عليّ بالموت، ويقول إني غير راض عنك، ماذا أفعل، تعبت جدا منه! أريد سبيل للتفاهم معه، أنا عند أهلي وأفكر بعدم الرجوع إليه..

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

أوصانا الله تعالى في العلاقة بين الزوجين بشيء هام وأساسي لدوام العلاقة الزوجية الناجحة في قوله تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة}.
هاتان الكلمتان - المودة والرحمة - سر من أسرار الحياة الزوجية، فعندما يحدث خلل في تحقيقهما، فلابد النظر ومراجعة أنفسنا.
لذلك عليك كزوجة الوقوف عند بعض الأمور للحصول أو للوصول لتحقيق المودة والرحمة بينكما:
1- عليك أن تعلمي أن المرأة في يدها أن تجعل بيتها جنة وفي يدها أن تجعل بيتها نارا مشتعلة كل يوم.
2- عشر سنوات فارق للسن ليس بفارق، وإن كان زوجك عنده بعض العيوب كالغيرة فذلك لشدة حبه لك، وإن كان عنده العصبية والغضب، فعليك ألا تدفعيه للغضب، وتجنبي الأمور التي تغضبه دون خوف منه ولكن طاعة لوجه الله تعالى.
3- المرأة الذكية بلباقتها وببشاشتها وروحها الطيبة وحسن حديثها تستميل زوجها إليها وتجذبه إليها، فحاولي التجديد من حولك بأشياء يحبها حتى يشعر بالسرور عند النظر إليك.
4- أحسني إلى زوجك وتذكري الحسنات له قبل تذكر السيئات، وحاولي إكرام أهله وكسب حبهم لك، فذلك له تأثير كبير في علاقتكما بل يغير حالا بحال.
5- هذه نصيحة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " قال صلى الله عليه وسلم:
" إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصَّنت فرجها،
وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ "
رواه ابن حبان وصححه الألباني . فالأمر سهل والطلب يسير وباب الجنة مفتوح لمن تريد الدخول.
6- اجلسي مع زوجك وحاولي أن تضعي النقاط على الحروف، وافهمي منه ما الذي يضايقه منك، وأعلميه ما الذي لا تحبينه منه، وحاولا التفاهم في كل هذه الأمور، ووضحي له أن الخمار أو العباية ليس موضوع الخلاف، ولكن الخلاف في فقدان الاحترام، فقدان الرحمة، وضحي له أن العنف لا يولد إلا الكره والبغض، وأن الرحمة والمودة لا تولد إلا الحب والتقدير.
7- عليك بالصبر وتذكري قوله تعالى "وبشر الصابرين " فإن البشرى مع الصبر، وأن مع العسر يسر، وبعد الضيق يأتي الفرج، ولا تتركي نفسك لنزغ الشيطان الذي يريد أن يفرق بينك وبين زوجك.
أهم شيء أنصحك بالعودة إلى الله تعالى وتفويض أمرك كله لله العلي القدير. وأكثري من الدعاء له سبحانه بأن يصلح بينكما، ولابد أن تعلمي أنه لا يوجد إنسان خال من العيوب، فإذا كان زوجك عيوبه ظاهرة وواضحة، فكثير من الأزواج عندهم عيوب خفية باطنة.
عليك بتقديم النصح له ولكن بطريقة غير مباشرة، والاجتماع معا في الأمور التي تقربكم من الله تعالى كتلاوة قرآن أو صلاة لله تعالى، أو أي عمل صالح، بذلك يولد الحب بينكما من جديد.