السؤال
طلقت زوجتي بعد عشرة 15سنة، وكتبت لها نصف البيت في أثناء العدة على أمل أن ترجع.. ولكن للأسف انتهت العدة ولم ترجع، وكان تصرفها هذا لخوفها بعد الطلاق أن أخرجها من البيت على الرغم من أني أكدت لها مرارا أنها أم عيالي ولا يمكن أن أخرجها.
والآن البيت نصفه باسمها.. ولم أستطع حتى الآن أن أبني الجزء المتبقي برغم أن القرض جاءني.. ولكن شرط الصندوق العقاري أن يرجع البيت باسمي حتى يمكن استلام القرض.
وزوجتي لها الآن سنتان ولم ترجع، وهي مقيمة مع أولادي في نفس العمارة في شقة مستقلة، وترفض إرجاع النصف كذلك.
فما رأيكم في المشكلة؟ وما الحل السليم لها؟
وشكرا لكم.
الجواب
مرحبا بك أخي الكريم في موقع المسلم.. أصلح الله لك شأنك، ويسر أمرك.
مشكلتك أخي لها جانبان:
الأول: طلاقك زوجتك، ورفضها العودة.
الثاني: تملكها نصف البيت مما يحول بينك وبين القرض الذي تذكره لاستكمال البناء في النصف الآخر.
فأما الأمر الأول والأهم (الطلاق ورفض الرجوع):
فأنت لم تبيّن سبب الطلاق؟! وإن كان صمتك عن ذلك مع رغبتك في عودة الزوجة، يشعران بأنك تسرعت واندفعت في هذا الطلاق، بعد هذه العشرة الطويلة والأولاد. كما أنه من الواضح أن مطلقتك كانت ومازالت تمر بظروف نفسية معينة تجعلها لا توافق على الرجوع إليك.
وهنا أتمنى عليك أخي أن تقف وقفة صدق مع نفسك، وتراجع ما مضى من حياتكما؛ فإن وجدت أن الأسباب التي أدت للطلاق لم تكن تستحق هدم بيت عامر بالذرية وعشرة طويلة؛ فاتق الله في نفسك وأهلك، وابدأ في مساع للصلح بتوسيط بعض الحكماء ذوي الديانة والهيبة من عائلتيكما؛ عسى الله أن يجعل في نصحهم ما يعيد المياه لمجاريها.
أما إن كان الواقع خلال السنوات الماضية ظاهره استحالة العشرة فأنصحك بالتوجه لأحد العلماء الأتقياء ومشاورته في أمرك؛ فلربما كان ما تراه له ميزان آخر في الشرع وتوجيه سديد يختلف عن رؤيتك.
وأما الأمر الآخر (تملك مطلقتك نصف البيت):
فهذا بدوره لا سبيل لحله (مع هذا التمنّع من مطلقتك) إلا بتوسيط أهل الحكمة والوقار والديانة من العائلة، وبيان الضرر الحاصل لك، وأنه لا سبيل لرفعه إلا بتنازلها عن ملكيتها، مع استعدادك لدفع مقابل يتم التراضي عليه.
لكن لا تشرع أخي في السعي لحل هذه المشكلة إلا بعد أن تبذل أقصى الجهود في التوسيط لرجوع الزوجية (بمراعاة النصائح السابقة)؛ فإذا تبين تعذر ذلك تماما؛ يكون الشروع في التوسيط لحل مشكلة البيت.
أسأل الله أن يوفقكما ومن يسعى في حل المشكلتين إلى ما يحبه ويرضاه؛ فاحرص كل الحرص على اختيار الأتقياء الحكماء، قال الله تعالى: {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}.
يسر الله أمركم وأعانكم.