أنت هنا

8 ذو الحجه 1435
المسلم ــ متابعات

اعتبر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حوار لقناة البلاد الجزائرية" " أنّ تونس تجاوزت المرحلة الحرجة وهي الآن على مشارف تتويج تجربتها بنجاح، معتبرا أن تخليهم عن الحكم وانسحابهم من المنافسة على منصب الرئاسة كان من أجل مصلحة البلاد .

واضاف  الغنوشي "ان الحركة ما تزال طرفا رئيسيا في الساحة، ولكن الساحة ساحة متعددة، ليس فيها النهضة فقط وفيها أحزاب كثيرة، ولكن النهضة ما تزال تمثل العمود الفقري للمجتمع التونسي، والمجتمعات لا تعطي ثقتها بسرعة ولا تسحبها بسرعة، فالنهضة أخذت ثقة من الشعب التونسي بعد عشرات السنين من التجربة ومن المحن التي مرت بها، واختبرت النهضة في الحكم لمدة سنتين وتركت الحكم من أجل ما هو أهم من الحكم والذي هو سلامة البنيان التونسي واستقرار تونس و ونجاح المسار الانتقالي، لهذا تركنا الحكم إلى حين وكذبنا بذلك كل ما يقال عن الإسلاميين بأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية واذا آمنوا بها فلمرة واحدة هي التي توصلهم إلى السلطة. النهضة برهنت على أن الإسلاميين يمكن أن يتركوا السلطة ولو بدون انتخابات اذا كان في ذلك مصلحة وطنية"

 كما قال راشد الغنوشي انّ النهضة لا ترى مانعا في التحالف مع انصار بن علي و يذكر ان الدساترة و بعض الوزراء في نظام بن علي قدّموا ترشحاتهم الى الانتخابات الرئاسية مبينا ان كتلة النهضة بالمجلس التاسيسي منعت قانون العزل السياسي .

وأوضح رئيس حركة النهضة، إن الأوضاع فى مصر وسوريا وليبيا أكثر تعقيدا من الوضع فى تونس، مشيرا إلى أن مصر وقع فيها تجاذب شديد بين السلطة والمعارضة، وأن بلاده تجنبت تكرار السيناريو المصرى، لأن تركيبة المجتمع التونسى غير تركيبة المجتمع المصرى، على حد وصفه.

 

وكشف "الغنوشى" فى حواره عن أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للجزائر كانت محاولة لإقناع الرئيس بوتفليقة بإدراج الإخوان فى الجزائر على أنهم جماعة "إرهابية"، مشيرا إلى أن بوتفليقة رفض ذلك ورد قائلا "هؤلاء يحكمون معنا، ويشاركوننا فى الحكم".

 

وأشار إلى أنّ تونس تجاوزت المرحلة الحرجة وهى الآن على مشارف تتويج تجربتها بنجاح، معتبرا أن تخليهم عن الحكم وانسحابهم من المنافسة على منصب الرئاسة كان من أجل مصلحة البلاد. واعتبر التوافق سياسة ضرورية فى المرحلة المقبلة وهى المرحلة الانتقالية الثالثة وهى التى ستدخلها تونس بعد الانتخابات، مؤكدا أن بلاده لا تزال تحتاج إلى حكم ائتلافى وطنى له قاعدة واسعة تتكون من السياسيين من الثلاثة أو الأربعة أحزاب الأولى وبالتالى نحن لا نتحكم مع من سنتحالف لأن صناديق الاقتراع هى التى ستفرز ذلك.

 وتابع أن "حركته استفادت من تجارب عربية كثيرة منها تجربة مصر وتجربة تونس سنة 89، وتجارب كثيرة تدل على أن العدد ليس كافيًا أساسًا لشرعية الحكم وإنما لابد من رعاية موازين القوة، فموازين القوة لا تتحدد فقط بالعدد كونك انتخبت من طرف 60 فى المائة من الشعب، فربما يكون الـ 60 فى المائة الذين انتخبوك عددهم كبير ولكن تأثيرهم قليل، فلا بد من البحث عن وزن أنصارك فى الإعلام ورجال الأعمال والمال و القضاء والجيش والإدارة والعلاقات الدولية وغيرها من القطاعات المؤثرة، فالإخوان فى مصر كانوا كثرة وكانوا أغلبية، ولكن الآخرين كانوا يمثلون قوة عددية وقوة كيفية وقوة معنوية هائلة".

شاهد: