20 جمادى الثانية 1436

السؤال

عمري ثلاثة وعشرون عاماً، تزوجت من شهرين من رجل عمره ثمانية وثلاثون عاماً، يصلي ويصوم وخلوق وبار بوالدته، ترددت من قبول الزواج به لفرق العمر بيننا ولأني سأسكن مع أمه وأخته، ولكن لنصيحة الأهل قبلت به، والآن أنا حامل وأشعر بعدم ارتياحي في هذه الحياة الجديدة، أشعر أني استعجلت، فإنني لا أستطيع أن آخذ راحتي في منزلي، وتمنيت زوجا أقرب لسني، لتتقارب اهتماماتنا، لم أعد نشيطة وطموحة كالسابق، أتمنى الطلاق بجدية، ولا أستطيع طلبه، لذلك أدعو الله به كثيراً، حاولت التأقلم ولكن دون جدوى، وكثيرا ما أشعر باكتئاب.. ماذا أفعل؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الابنة السائلة
كثير من الناس تأتيهم النعم ولا يشعرون بها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، وقد أتاك صاحب الدين والخلق الذي يصوم ويصلي فهنيئا لمن تملك هذه الصفات في زوجها، فلماذا تتعجلين في حكمك على إنهاء حياتك الزوجية بكل هذه السرعة، هل شهران كافيان بالحكم بالإعدام على أسرة وطفل صغير قادم؟
فلنسر خطوة بخطوة لنعرف أسباب عدم الارتياح، وأعتقد أن أول هذه الأسباب:
1. إقامتك مع أسرة زوجك (أمه وأخته) نعم أعرف أن كل زوجة تريد خصوصية في حياتها، وحرية التعامل في بيتها، وبوجود الأم والأخت قد تقيد حياتك بعض الشيء، ولكن عليك أن تعلمي أن هذه الأم مجرد ضيفه عندك، فهي لا تعيش مثلما عاشت، فعليك أن تأخذي كلامها بقلب متسع، وتحاولي أن تحبيها مثل حبك لأمك تماما، فالزوجة الصالحة الطيبة تستطيع أن تأخذ من هذا الأمر سبيلا للوصول إلى الله تعالى، فوجود هذه الأم في بيتك نعمة كبيرة، فحاولي إكرامها، ومساعدة زوجك على برها أكثر وأكثر، ومن ذلك يفتح الله لك بابا للسعادة، أما أخته فهي مع الوقت سوف تسير إلى بيت زوجها، فهي أيضا ضيفه عندك، وعليك إكرام ضيوفك.
2. أما الأمر الآخر وهو شعورك بفارق السن بينك وبين زوجك، أعتقد خمسة عشر عاما ليست بفارق، وإن كان ذلك فارقا في نظرك فلماذا وافقت في البداية على إتمام الزواج؟
إنما الشيطان يسول لك ويضع أمامك العيوب رغم أن كل هذه الأمور قد تحتمل ببعض الصبر والحكمة واللجوء إلى الله، ولكن يريد الشيطان أن يفرق بينك وبين زوجك الطيب ليفسد عليك حياتك ويصعبها ويملؤها بالكآبة والأحزان.
ولكي تنتصري عليه فعليك بالقرب من الله تعالى بكل أنواع الطاعات وكثرة الاستغفار، فالسعادة في الطاعة، فأكثر يوم يمتلئ بالطاعة لله تعالى، هو أكثر يوم تشعرين فيه بالسعادة والراحة التي تبحثين عنها.
أيضا هل فكرت - بطلبك للطلاق أو بالدعاء به -، ما مصير طفلك الذي قريبا يأتي للحياة؟
هل ستكونين مرتاحة وسعيدة عندما يجد ابنك كل الأطفال سعداء بوجود أب بجوارهم وهو محروم من الأب رغم أن أباه على قيد الحياة؟!
الابنة السائلة.. إن السعادة في الرضا، مع الوقت ستجدين الراحة والسعادة التي تبحثين عنها، فعليك أن تنظري للحسنات قبل أن تنظري للسيئات، وعليك أن تتأكدي أنك إن خسرت زوجك هذا، ربما يبعث لك زوجا بعده سيئ الخلق، يعاملك بما لا تتوقعين! وحينئذ تندمين وقت لا ينفع الندم...