2 محرم 1437

السؤال

السلام عليكم.. لي قريبة ملتزمة ديناً وخلقاً، تصلي بانتظام ولا تفعل أياً من المحرمات، لكنها الآن تعيش بعيداً عن أهلها بسبب الدراسة في الجامعة، ولكنها تعيش مع فتاتين تعرفت عليهما بالجامعة لا تصليان، وليس عندهما وازع ديني أو أخلاقي، حاول شخص من الجامعة التعرف على هذه الفتاة ولكنها رفضت في البداية، وبعد ذلك خرجت مع هذا الشخص باصطحاب هاتين الفتاتين ومجموعة أخرى من الشباب والبنات يخرجون بسيارات ويرجعون بعد منتصف الليل، وعندما تشعر البنت بالذنب وتأنيب الضمير تؤثر عليها الصديقتان أن هذا شيء عادي في الجامعة، مع العلم أن الشخص الذي تخرج معه من أصحاب السوابق والزنا والشرب، حاولت نصح الفتاه لكن دون جدوى لأن البنتين تؤثران عليها بسهوله.. ما الحل فأم الفتاة بدأت تشك بها؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

السائلة الكريمة
أقدم لك الشكر على اهتمامك بقريبتك وخوفك عليها والبحث عن مساعدتها، ولاشك أن المشكل الذي وقعت فيه تلك الفتاة مشكل كبير وخطير ولاشك أن فعلها منكر لا يمكن السكوت عليه، وأنا في البداية أحمل والديها وأهلها مسئولية تركها وحدها لشياطين الإنس والجن، ويجب أن يبحث هؤلاء عن حل لتلك الأزمة لكن لابد من اتباع عدة أمور لمحاولة إنقاذ تلك الفتاة:
1) الذهاب لأهل الفتاة - الأم والأب - وإخبارهم بما تفعله هذه الفتاه حتى وإن وقع عليك من الفتاة جفاء ومقاطعة، فالمهم معرفة أهلها بذلك.
2) محاولة إبعاد الفتاة عن هاتين البنتين لأن المرء على دين خليله، مع محاولة البحث لها عن صديقات جدد صالحات بالجامعة.
3) الفتاة يبدو فيها خير، وشعورها بالندم وتأنيب الضمير دليل على أنها كذلك، فلا تيأسي من نصحها والوقوف بجانبها.
4) إذا نجح الأبوان في معالجة الأمر، وعادت البنت لما كانت من قبل فخير، وإن لم ينجحا فعلى الأبوين الجلوس والبحث عن حلول أهمها رجوعها إلى بلدها للتعليم بجانب والديها، حتى ولو كان تعليماً أقل من الأول، أو سفر الأم للجلوس معها لمتابعتها.
5) محاولة تقرب الأم لبنتها ومصاحبتها في هذا السن الخطير لتوجيهها ونصحها بطريق صحيح.
6) محاولة متابعة قريبتك وتذكيرها بالله وتشجيعها على القيام ببعض الطاعات، مثلا كالاشتراك معاً في صيام يوم أو تذكيرها بكثرة الاستغفار أو أذكار الصباح والمساء، فرجوع الإيمان لقلبها قد يعصمها من أذى وكيد الشيطان.
7) الإيمان يزيد وينقص، فعليك وعلى والديها بالدعاء الشديد لها ولا تنسي تذكيرها بدعاء "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك".
وأخيراً أقول إن تلك الشكوى متكررة في أكثر من بلد وأكثر من مكان في تلك المجتمعات التي تسمي نفسها منفتحة ولكنها في الحقيقة يغلب عليها الانحلال وعادة لا تكون عاقبتها إلا ألما، فاحذروا أيها القراء على بناتكم واجعلوهن قربكم وحافظوا عليهن وعلموهن شرع الله وحدود الله منذ الصغر ليكبرن صالحات قانتات..