أنت هنا

10 محرم 1436
المسلم ــ الهيئة نت

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش؛ الميليشيات المرتبطة بالحكومة؛ بقتل عشرات العراقيين بدوافع طائفية في جامع مصعب بن عمير بمحافظة ديالى قبل أكثر من شهرين، مؤكدة اشتراك الأجهزة الحكومية في هذه الجريمة.

 وأكّدت المنظمة في بيان لها نشر اليوم الأحد؛ أن الميليشيات الموالية للحكومة تزداد جرأة وتتزايد جرائمها فظاعة، مشيرة إلى المذبحة التي ارتكبتها في مسجد مصعب بن عمير في الـ 22 من شهر أغسطس الماضي، والتي أسفرت عن مقتل (34) مصليًا أثناء أدائهم صلاة الجمعة.

كما أوضحت المنظمة، فيما يتعلق باشتراك الأجهزة الحكومية في جرائم الميليشيات؛ أن هذه القوّات تعرفت على مرتكبي المجزرة وكانت تعرفهم بأسمائهم،ملحمة إلى أن الحكومة تتحمل مسوؤلية إخفاء التحقيقات المتعلقة بذلك، داعية إيّاها إلى نشرها وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.

وفي الوقت الذي اتهمت المنظمة من أسمتهم "حلفاء" العراق والحكومة في بغداد بتجاهل هذا الهجوم المروع، نقلت شهادات موثقة عن خمسة من الشهود ممن عاينوا الجريمة إذ كانوا من أهدافها وكتبت لهم النجاة، قولهم؛ إن بعض المهاجمين كانوا بثياب مدنية وبعضهم الآخر كان بزي الشرطة الحكومية، موضحين أن الجناة أطلقوا النار على المصلين بأسلحة آلية فيما كان الإمام يلقي خطبة الجمعة.

وفي السياق عينه؛ نقلت المنظمة عن أحد الناجين قوله؛ إن مسلحًا كان يضع عصابة الرأس ـ التي عادة ما يرتديها أفراد الميليشيات المنتسبة إلى ميليشات ما تسمى "عصائب أهل الحق" ـ وهي ميليشيات طائفية تقاتل إلى جانب الحكومة.

على صعيد متصل؛ أكد الشهود في تصريحاتهم لهيومن رايتس ووتش؛ أن هناك نقطة تفتيش تابعة للجيش الحكومي على بعد (200 متر) فقط من المسجد، فضلاً عن نقطة أخرى للشرطة الحكومية على بعد (150 مترًا) منه، لكن تلك القوات لم تحرك ساكنًا إزاء الهجوم رغم بث أصوات الطلقات من مكبر الصوت الخاص بالمسجد، وإمكانية سماعها من مسافة (600 متر).

وفي ختام بيانها؛ لفتت المنظمة إلى أن الهجوم يتفق مع نمط الاعتداءات التي تقوم بتوثيقها، ومنها عمليات خطف وإعدام ميداني، بأيدي الميليشيات الطائفية كـ"عصائب أهل الحق" و"ألوية بدر" و"كتائب حزب الله"، وخاصة في العاصمة بغداد ومحافظتي ديالى وبابل.

في سياق ذي صله، اقدمت الميليشيات الطائفية اليوم الاحد على اختطاف اثنين من ابناء محافظة ديالى شمال شرق مدينة بعقوبة مركز المحافظة، حيث اقتحمت تلك المليشيات حيي (العصري، والتأميم) التابعين لقضاء (المقدادية) شمال شرق بعقوبة، واختطفت اثنين من المواطنين واقتادتهما الى جهة مجهولة.

وكانت محافظة ديالى قد شهدت الليلة الماضية، تعرض (صادق الحسيني) و (محمد مهدي السعدي) عضوا مجلس المحافظة لمحاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبهما عند مروره على الطريق العام الذي يربط مدينة بعقوبة بقضاء (الخالص) بالقرب من منطقة (الاسود) شمالي المدينة، كما تم اختطاف ستة مدنيين من قبل الميليشيات الطائفية في ناحية (العظيم) ومنطقة (بلور) بقضاء (المقدادية) شمال شرق مدينة بعقوبة.