أنت هنا

15 محرم 1436
المسلم ــ المركز الفلسطيني للاعلام

أدى مئات المقدسيين صلاة الجمعة في شوارع مدينة القدس المحتلة وأزقة البلدة القديمة بعد منع شرطة الاحتلال الصهيوني لهم من الوصول إلى المسجد الأقصى، فيما اندلعت مواجهات عنيفة عقبها.

وذكر شهود عيان أن مئات المقدسيين أدوا صلاة الجمعة في شوارع القدس وعلى مداخل الأحياء بعد أن منعتهم قوات الاحتلال من الوصول إلى الأقصى.

ولفتوا إلى أن سلطات الاحتلال نشرت قواتها المعززة من القوات الخاصة والخيالة بشوارع القدس وأقامت الحواجز والمتاريس العسكرية، مبينين أنهم حاصروا المصلين للحيلولة دون اندلاع مواجهات بعد انتهاء الصلاة.

وكانت شرطة الاحتلال أعلنت عن إغلاقها أبواب الأقصى أمام المصلين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، ودون فرض شروط على النساء.

في سياق متصل، انطلقت مسيرة حاشدة داخل باحات المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة؛ رفضًا للانتهاكات "الإسرائيلية" المتواصلة بحقه، ودعمًا لعمليات الدهس التي نفذها عدد من المقدسيين مؤخرًا.

وفي مخيم شعفاط، مسقط رأس شهيد القدس إبراهيم العكاري، نظم المصلون جنازة رمزية له انطلقت عقب صلاة الجمعة في المسجد الكبير إلى منزله وسط هتافات التكبير والشعارات الوطنية ضد الاحتلال، ورفع فيها المشاركون الأعلام الفلسطينية، وصور الشهيد العكاري.

في السياق نفسه، تجددت المواجهات العنيفة بمحيط 'الحاجز' العسكري قرب مدخل مخيم شعفاط بين الشبان والفتيان وقوات الاحتلال.

وأكد شهود عيان إن الشبان أمطروا الحاجز بالحجارة والزجاجات الفارغة وأحرقوا مرة أخرى برج المراقبة العسكري، في حين أطلقت قوات الاحتلال، وبشكل عشوائي ومكثف، القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والأعيرة الحية والمطاطية.

وأصيب خلالها عدد كبير من المواطنين باختناقات شديدة، بينما أصيب عدد من الشبان بالرصاص المطاطي وتم نقلهم إلى عيادات محلية لتلقي العلاج.

أمّا مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة (خلف جدار الضم والتوسع العنصري) فشهد مسيرة حاشدة انطلقت من مسجد المخيم الرئيس، ورفع خلها المشاركون الأعلام ورايات الفصائل ولافتات تدعو لنُصرة المسجد الأقصى وتُحيّي الشهداء.

وانتهت المسيرة بتنظيم الشبان والفتيان مواجهات مع قوات الاحتلال بمحيط الحاجز العسكري المقام قرب المخيم.

وتسبب إطلاق الاحتلال المكثف لقنابل الغاز في تعطيل حركة سير المركبات والمواطنين في المنطقة، في الوقت الذي ما تزال فيه المواجهات متواصلة وبوتيرة عالية.

وامتدت المواجهات إلى بلدة الرام شمال القدس المحتلة، بالقرب من مدخلها الرئيس الشمالي، ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين بعيارات مطاطية.

من جهتهى، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أنه جرى خلال المشاورات الأمنية التي عقدها رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" مع الجهات الأمنية حول الأوضاع المتوترة في مدينة القدس طرح فكرة إبعاد من أسموهم بـ "المشاغبين" إلى قطاع غزة كإجراء عقابي لهم.

وكشفت الصحيفة أنّ نتنياهو وبدعم من ما يسمى برئيس جهاز الشاباك "يورام كوهين" ورئيس بلدية الاحتلال "نير بركات،" يسعى للجوء إلى إبعاد مقدسيين إلى قطاع غزة، وأن الحكومة تبحث حالياً إمكانية شرعنة خطوة كهذه للقضاء على الهبة التي تشهدها المدينة المقدسة.

وأضافت الصحيفة إنه ساد خلال هذه المشاورات شعور بضرورة الإقدام على تنفيذ عملية أمنية جديدة وفعالة، لتغيير قواعد اللعبة في المدينة حتى لا يتم الدخول بانتفاضة جديدة في القدس المحتلة.

وعدّ المجتمعون أنّ "ما لا ينجح بالقوة، فإنه سينجح باستخدام مزيد من القوة"؛ إلا أن  المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين وصف الخطوة بأنها "معقدة وشائكة".

وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماعات عقدت في وزارة القضاء الصهيونية، بمشاركة خبراء كبار في القانون الدولي من الوزارة والجيش، وأنه تم التوصل خلالها إلى استنتاج مفاده أن "الإبعاد غير ممكن" لأن خطوة كهذه ستضع الكيان في قفص الاتهام أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.