أنت هنا

16 محرم 1436
المسلم ــ الهيئة نت

حملت هيئة علماء المسلمين في العراق، الحكومة الحالية ومجلس نوابها وقادة الميليشيات الطائفية، والنظام الإيراني الداعم لها، والمجتمعَ الدولي ـ الذي ما زال يلتزم الصمت ـ المسؤولية الكاملة عن استمرار الجرائم الوحشية والانتهاكات الصارخة ضد العراقيين الابرياء.

 واوضحت الهيئة في تصريح صحفي اصدره قسم الثقافة والاعلام اليوم ان الأنباء الصحفية الواردة من مدينة (سامراء) بمحافظة صلاح الدين، اكدت ان عدد المختطفين والمعتقلين من أبناء المدينة على أيدي القوّات الحكومية والميليشيات الطائفية التي ترافقها؛ خلال الأشهر القليلة الماضية وصل الى اكثر (400) شخص، اضافة الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي طالت العشرات من المواطنين.

ونقلت الهيئة عن شهود عيان قولهم: ان قوّات الجيش الحكومي وميليشيات ما تسمّى (سرايا السلام، وعصائب أهل الحق، ولواء أبو الفضل، وكتائب حزب الله) اعتقلت منذ وصولها الى مدينة (سامراء) تحت مسمّى (الحشد الشعبي) قبل نحو ثلاثة أشهر، أكثر من (320) شخصًا من مناطق (الجزيرة والحويش ومكيشيفة والعباسية) غربي وشمال غربي المدينة .. مشيرين الى ان ممارسات طائفية وانتهاكات لحقوق الإنسان رافقت عمليات الاعتقال التعسفية.

واوضحت الهيئة ان القوّات الحكومية والميليشيات المسعورة اعتقلت خلال الأسبوع الجاري نحو (75) شخصًا، بينهم علماء دين ووجهاء من مناطق (سور شناس، وألبوحامد، وحاوي البساط) شمالي مدينة سامراء .. لافتة الانتباه الى ان تلك الاعتقالات الظالمة تزامنت مع ازدياد رفع الشعارات الطائفية في المدينة والعبث بمعالمها التاريخية، في محاولات استفزازية واضحة للأهالي الذين عبّروا عن سخطهم الشديد لاعتقال عدد من رموز المدينة.

كما نسبت الهيئة الى عدد من المعتقلين الذين تم الافرج عنهم بعد انسحاب ميليشيات ما تسمّى (سرايا السلام) من منطقة (الجزيرة) غربي سامراء قولهم: إن المعتقلين كانوا طيلة هذه الأشهر مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين ومكممي الأفواه، كما اكد أحدهم إنه يجهل مكان الاحتجاز، وانه لا يعرف من كان يرافقه في المعتقل، فيما يقول أهالي ناحية (العبّاسية) إن عددًا من ابنائهم المعتقلين تعرضوا للتعذيب صعقًا بالكهرباء أو بمادة (التيزاب) التي شوّهت أطرافهم، ما ادى الى وفاة عدد منهم نتيجة لذلك.

وخلص شهود العيان الى القول ان الميليشيات الطائفية الدموية احرقت عشرات المنازل في ناحية (مكيشيفة) بعد سرقة ممتلكات ساكنيها الذين اضطروا إلى النزوح منها جرّاء هذه الممارسات القمعية التي امتدت الى  إتلاف المزارع وبحيرات الأسماك وقتل الماشية، فضلاً عن القصف المتواصل بالمدفعية وقذائف الهاون .. مشيرين الى مناطق أخرى في محيط سامراء، كـ(العباسية) غربًا و(الركة) جنوبًا وغيرهما تعرضت لممارسات مماثلة.

وفيما يأتي نص التصريح:

تصريح صحفي
    أفادت الأنباء الصحفية الواردة من مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين، بأن عدد المختطفين والمعتقلين من أبناء المدينة على أيدي القوّات الحكومية والميليشيات الطائفية التي ترافقها؛ وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية؛ تجاوز (400) شخص، إلى جانب انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان طالت العشرات.
    وأكّد شهود عيان أن قوّات الجيش الحكومي وميليشيات ما تسمّى "سرايا السلام" و"عصائب أهل الحق" و"لواء أبو الفضل" و"كتائب حزب الله" اعتقلت أكثر من (320) شخصًا من مناطق (الجزيرة والحويش ومكيشيفة والعباسية) غربي وشمال غربي سامراء، منذ أن وصلت إلى المدينة تحت مسمّى "الحشد الشعبي" قبل نحو ثلاثة أشهر وحتى الآن، وقد رافقت هذه الاعتقالات ممارسات طائفية وجرائم انتهاك حقوق الإنسان طوال هذه المدة.
    وفي هذا السياق؛ اعتقلت القوّات الحكومية والميليشيات المذكورة نحو (75) شخصًا خلال الأسبوع الجاري من مناطق (سور شناس، وألبوحامد، وحاوي البساط) شمالي سامراء، بالتزامن مع تزايد رفع الشعارات الطائفية في المدينة والعبث بمعالمها التاريخية، في محاولات استفزازية واضحة للأهالي الذين عبّروا عن سخطهم الشديد نتيجة اعتقال عدد من رموز المدينة من علماء دين ووجهاء.
    إلى ذلك؛ نقل شهود عن بعض الأفراد الذين أفرج عنهم بعد انسحاب ميليشيات ما تسمّى "سرايا السلام" من منطقة (الجزيرة) غرب سامراء؛ إن المعتقلين كانوا طوال هذه الأشهر مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين ومكممي الأفواه، ويؤكد أحدهم في تصريحات نقلها الأهالي عنه؛ إنه يجهل مكان الاحتجاز، وكان لا يعرف من يرافقه فيه.. فيما يقول أبناء ناحية (العبّاسية) إن عددًا من ذويهم المعتقلين تعرضوا للتعذيب صعقًا بالكهرباء أو بمادة (التيزاب) التي شوّهت أطرافهم، إلى جانب مقتل عدد من المحتجزين نتيجة ذلك.
    وعلى صعيد ذي صلة؛ يؤكد الشهود أن عشرات المنازل في ناحية (مكيشيفة) أحرقت بالكامل بعدما سلبت الميليشيات منها ممتلكات المواطنين الذين اضطروا إلى النزوح منها جرّاء هذه الممارسات، إلى جانب إتلاف الزروع وأحواض الأسماك وقتل الماشية أو مصادرتها، فضلاً عن القصف المتواصل بالمدفعية وقذائف الهاون، مؤكدين وجود مظاهر مماثلة في مناطق أخرى في محيط سامراء، كـ(العباسية) غربًا و(الركة) جنوبًا، وغيرهما.
    إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذه الجرائم الشنعاء؛ فإنها تحمل حكومة العبادي ومجلس النواب وقادة الميليشيات المسؤولية الكاملة عنها، كما تحمل النظام الإيراني المسؤولية ذاتها بوصفه الداعم الرئيسي للجريمة المنظمة وإرهاب الدولة والمجتمعَ الدولي الذي مازال مصراً على سلوك سبيل التغاضي عن هذه الجرائم ومن يقف وراءها والتزامه الصمت حيال ذلك كله.

  قسم الثقافة والإعلام
15 محرم/ 1436هـ
8/11/2014م