
تنظم ألمانيا اليوم الأحد احتفالات شعبية كبيرة بمناسبة الذكرى الـ(25) لسقوط جدار برلين في التاسع من نوفمبر عام 1989، الذي مهد لإعادة توحيد البلاد بعد (11) شهرا من سقوطه.
وقد تم ترتيب ثمانية آلاف من بالونات الهيليوم على طول 15 كيلومترا، وهو مسار الحائط الذي كان ممتدا عبر وسط العاصمة الألمانية أثناء الحرب الباردة السابقة، حيث من المقرر إطلاقها مساء اليوم.
وستعزف أوركسترا برلين مقطوعة " الطريق للسعادة " من السيمفونية التاسعة لبيتهوفين، التي أصبحت النشيد غير الرسمي للوحدة والسلام لأوروبا، بالتزامن مع إطلاق البالونات في الهواء.
كما أنه من المقرر أن تترأس المستشارة أنغيلا ميركل الاحتفالات، التي سوف تشمل عروضا من المغنيين الألمان المشهورين، ومن المنتظر أن تفتتح ميركل معرضا كبيرا عند النصب التذكاري للحائط في شارع برناور، وهو الشارع الذي قسم بين عشية وضحاها عندما تم بناء الجدار فجأة في أغسطس 1961، لوقف النزوح الجماعي لمواطني شرق ألمانيا لغربها .
وأكدت المستشارة أنغيلا ميركل أن التعطش للحرية هو الذي أسقط الجدار.
ووصفت في تصريحات لها أمس السبت انهيار الجدار دون إطلاق رصاصة واحدة بأنه "معجزة".
وقالت إن ألمانيا ممتنة دوما لشجاعة أبناء ألمانيا الشرقية الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على الدكتاتورية الشيوعية. وقالت في كلمة ألقتها في برلين "كان يوما أظهر لنا أن التوق للحرية لا يمكن أن يظل مكبوتا للأبد".
وأضافت "خلال عام 1989 تخلى الكثيرون والكثيرون من أهل ألمانيا الشرقية عن خوفهم من قمع الدولة ومداهنتها وخرجوا إلى الشوارع. لا تراجع وقتئذ. بفضل شجاعتهم ثم سقط السور". وتجول أكثر من 100 ألف من سكان برلين والسياح الأجانب بمحاذاة طريق طوله 15 كيلومترا في قلب برلين اليوم حيث كان الجدار يقف فيما ارتفعت البالونات المضاءة على الأعمدة لارتفاع 3.6 متر وهو نفس الارتفاع الذي كان عليه سور برلين. وسيتم إطلاق هذه البالونات اليوم في إشارة رمزية لانهيار الجدار. وقالت ميركل "لقد كانت معجزة إن يمر كل شيء بسلام."
من جهته، قال (ميخائيل غورباتشوف) - آخر زعيم سوفيتي- امس السبت "إن العالم على شفا حرب باردة جديدة، والبعض يقولون إن تلك الحرب بدأت بالفعل، وسط توترات بين الغرب وروسيا بسبب النزاع في أوكرانيا" .. مشيرا الى انه لا يمكن أن يكون هناك أمن في أوروبا دون شراكة ألمانية ـ روسية.
أما هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي السابق، فقد تحدث في خطابه بمناسبة الذكرى الـ25 لسقوط جدار برلين، حول الإجراءات التي تتخذها الدول الغربية ضد روسيا حالياً، وردود أفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إن "العقوبات ضد روسيا" تثير تساؤلات حول صحة النظام الذي يتيح لدول أن تعاقب دولاً أخرى.
وشدد كيسنجر الذي يبقى ناشطا في المجال السياسي وهو في الواحدة والتسعين من عمره، على ضرورة أن تعبر الدول عن امتعاضها وعدم رضاها بالطرق الأخرى غير طريقة العقاب.
ووفقا لكيسنجر، لم يتمكن الغرب من إدراك ما يترتب من عواقب عن مشاكل باتت تواجه العالم. وفي ظنه فإن الاتفاق مع روسيا هو الذي يستطيع أن يمكِّن الغرب من حل المشاكل.