أنت هنا

17 محرم 1436
المسلم ــ متابعات

أبرز قرار الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يوم الجمعة الفائت، نشر 1500 عسكري إضافي في العراق، علامات استفهام عديدة داخل العراق، إذ يعتبره بعض العراقيين "احتلال ثان"، فيما يشعر آخرون بالقلق إزاء ذلك القرار.

يأتي هذا بعد أن وافق أوباما الجمعة الماضية على نشر تعزيزات عسكرية أمريكية إضافية في العراق قوامها (1500) جندي؛ بحجة تدريب تسعة ألوية تابعة للجيش الحكومي وثلاثة ألوية تابعة للبيشمركة الكردية، وانه سيتم إقامة مركزين للمشورة والمساعدة في العمليات العسكرية أحدهما خارج العاصمة بغداد والآخر شمال مدينة أربيل.

بدورها، عبرت هيئة علماء المسلمين في العراق مجددًا عن قلقها الشديد ازاء استمرار الادارة الامريكية بإرسال قواتها العسكرية الى العراق تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وسعيها الرامي الى اقرار واقع حال الاحتلال المتواصل في هذا البلد الجريح.

 واوضحت الهيئة في بيان لها في وقت متأخر من مساء أمس انه بموافقة الرئيس (باراك أوباما) الجمعة على نشر تعزيزات عسكرية أمريكية إضافية قوامها (1500) جندي؛ بناءً على طلب من حكومة العبادي، سيربو عدد القوات الامريكية في أرض العراق على أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل اضافة الى ما موجود اصلا في هذا البلد قبل ذلك .. مؤكدة إن هذه الخطوات مع تشكيل التحالف الدولي وتأسيس ما يشبه القواعد العسكرية في شمال العراق والقيام بطلعات جوية، وقصف شبه يومي، للمناطق المدنية بحجة محاربة الإرهاب؛ يعد إعادة انتشار للقوات الأمريكية.

وأشار البيان، الانتباه الى ان هذا يؤكد إن الرئيس (أوباما) لم يستفد من خطأ سلفه (بوش)، وأنه يمارس الهروب إلى الأمام، عائداً بالعراق إلى المربع الأول، بهدف تعقيد المشهد في هذا البلد وتقوية حالة الصراع المتواصل على أرضه، وفي عموم المنطقة، فضلا عن أن الشعب العراقي عندما يصل إلى قناعة بأن احتلالا أمريكيا جديدا سيفرض عليه؛ فانه لن يتوانى عن اللجوء إلى خيار المقاومة وبإطار أوسع مستفيداً من السلاح الذي تركته القوات الحكومية بعد فرارها من مواقعها العسكرية في بدايات الثورة العراقية، ومستعينا بالخبرة التي اكتسبها خلال مقاومته للاحتلال الغاشم خلال السنوات الماضية.

وفي ختام بيانها، قالت هيئة علماء المسلمين: إننا ننصح بتجنب المزيد من التصعيد العسكري في المنطقة ولاسيما العراق، والنظر إلى أصل المشكلة التي تكمن في الاحتلال العسكري والمشروع السياسي الذي وضع الأمريكيون أسسه في هذا البلد، وكان وما يزال مصدر المشكلات والبلايا العظام للعراقيين جميعا، وسببا رئيسا في تمكين إيران من الهيمنة على العراق وإحكام نفوذها فيه" .. داعية من يتحكمون في أمر العراق ومصير شعبه من اللاعبين الدوليين والإقليميين الى العمل على ايجاد الحلول الجذرية لأصل المشكلة؛ وتوفير الأجواء الصحيحة لعودة الامن والاستقرار لهذا البلد  ليكون سلما لأهله والمنطقة والعالم.

وفيما يأتي نص البيان:

بيان رقم (1032)
المتعلق بإرسال قوات أمريكية إضافية إلى العراق

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    فقد أعلن البيت الأبيض أمس الجمعة عن موافقة الرئيس باراك أوباما على نشر تعزيزات عسكرية أمريكية إضافية في العراق قوامها (1500) جندي؛ بناءً على طلب من حكومة العبادي، مبيناً أن هؤلاء الجنود سيقيمون عدة مواقع لتدريب تسعة ألوية تابعة للجيش الحكومي وثلاثة ألوية تابعة للبيشمركة الكردية، ومشيراً إلى أنه سيتم إقامة مركزين للمشورة والمساعدة في العمليات العسكرية أحدهما خارج العاصمة بغداد والآخر شمال مدينة أربيل.

  إن هيئة علماء المسلمين إذ تكرر قلقها الشديد من الاستمرار في إرسال القوات العسكرية الأمريكية، الذي سيربو عددها بالتعزيزات الجديدة في أرض العراق على أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل عدا من هم في العراق قبل ذلك؛ فإنها ترى إن هذه الخطوات مع تشكيل التحالف الدولي وتأسيس ما يشبه القواعد العسكرية في شمال العراق والقيام بطلعات جوية، وقصف شبه يومي، للمناطق المدنية تحت ذريعة محاربة الإرهاب؛ هو بمثابة إعادة انتشار للقوات الأمريكية، وسعي متدرج لإقرار واقع حال الاحتلال المستمر في العراق، وهذا يؤكد إن الرئيس أوباما _كما هو متوقع_ لم يستفد من خطأ سلفه بوش، وأنه ـ كما يقول المثل ـ يمارس الهروب إلى الأمام، عائداً بالعراق إلى المربع الأول، وكل هذا من شأنه  تعقيد المشهد في العراق، وتقوية لحالة الصراع على أرضه،  وفي عموم المنطقة، فضلا عن أن  الشعب العراقي يوم يصل إلى قناعة مفادها أن احتلالا أمريكيا بشكل جديد سيفرض عليه؛ فإنه لن يتوانى عن اللجوء إلى خيار المقاومة من جديد، وبإطار شعبي أوسع هذه المرة؛ مستفيداً مما غنمه من السلاح الذي تركته قوات الحكومة بعد فرارها من مواقعها العسكرية في بدايات الثورة العراقية، ومستعينا بالخبرة التي اكتسبها خلال مقاومته الاحتلال في السنين الماضية.

    إننا ننصح بتجنب المزيد من التصعيد العسكري في المنطقة ولاسيما العراق، والنظر إلى أصل المشكلة في هذا البلد الكامنة في الاحتلال العسكري والمشروع السياسي التابع له، الذي وضع الأمريكيون أنفسهم أسسه، وكان وما يزال مصدر المشكلات والبلايا العظام للعراقيين جميعا، وسببا رئيسا في تمكين إيران من الهيمنة على البلاد وإحكام نفوذها فيه، والعمل الجاد ـ بدلا من ذلك ـ على الحلول الجذرية لأصل المشكلة؛ الأمر الذي يوفر الأجواء الصحيحة لعودة عراق آمن مستقر يكون سلما لأهله والمنطقة والعالم؛ إن أراد له ذلك من يتحكمون في أمره ومصير شعبه من اللاعبين الدوليين والإقليميين.

الأمانة العامة
15 محرم/ 1436 هـ
8/11/2014 م