أنت هنا

18 محرم 1436
المسلم ــ متابعات

انتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق بشدة؛ موقف المجتمع الدولي إزاء التدخل الإيراني السافر في العراق بمشروع قومي مركب على الطائفية وتقسيم المجتمعات، مؤكدة أن طهران بدأت تعمل في العلن وفق قواسم مشتركة مع الولايات المتحدة.

 وأوضحت الهيئة في بيان أصدرته الأمانة العامة اليوم؛ أن الولايات المتحدة وإيران ينظران إلى العراق على أنه غنيمة يجب تقاسمها، ولا يسمح لأحد بالانفراد في اغتنامها، ومثلما تبعث واشنطن بأعداد كبيرة من العسكريين تحت غطاء إرسال مستشارين فإن إيران هي الأخرى تفعل ذلك .. مشيرة إلى ان التخادم بينهما لا يختلف عليه اثنان، ولاسيما بعد كشف الستار عن الرسائل السرية المتبادلة بين الرئيس أوباما والمرشد خامنئي، واتضاح الانحياز الأمريكي لها في الملفات: السوري واليمني والبحريني، وغيرها.

وفي هذا السيّاق بيّنت هيئة علماء المسلمين أن إيران دخلت المرحلة العلنية في عملها داخل العراق بعد أن كانت تميل إلى مزاولته في الظل والخفاء والاكتفاء بالتحريك عن بعد، مبينة أن قادتها في الأراضي العراقية وميليشياتها يعيثون في الأرض فسادًا.

 

ومضى بيان الهيئة في توثيق العديد من المشاهد التي تؤكد هذا التدخل العلني؛ فقد سرب الإيرانيون ولمرات عديدة صورًا لقاسم سليماني، في منطقتي (آمرلي، وجرف الصخر)، وغيرهما، وهو ببزته العسكرية بين جنود من الجيش الحكومي، وعدد من عناصر الميليشيات، تارة يرقص بينهم وبيده السلاح، وتارة يحتضن زعيم مليشيا منظمة بدر هادي العامري، وتارة يصلي في جماعة؛ مؤكدة أن الغرض من ذلك كله ما هو إلا التأكيد على الحضور الإيراني في إدارة الصراع في المناطق المستعرة على أرضنا، فضلاً عن إرسال رسائل للعالم العربي والمجتمع الدولي مفادها نحن هنا، في سعي محموم لإثبات الوجود بعد تحرير نصف العراق تقريبًا من براثن حلفائهم وأدواتهم في العراق.

 

وفي معرض بيانها؛ أكّدت هيئة علماء المسلمين أنها إذ ترصد التدخل السافر لجارة السوء إيران، والنزول المباشر إلى الأرض العراقية من خلال قاسم سليماني وقياداتها العسكرية ومستشاريها وجنودها، وميليشياتها الدموية؛ فإنها تحمل المجتمع الدولي مسؤولية التغاضي عن ذلك، وحذره من الإدلاء بأي تصريح، أو إصدار أي بيان أو تقرير يسجل هذا التدخل السافر، مشيرة إلى أن هذا النمط من التدخلات المفضية إلى إراقة الدماء ونشر الفوضى في البلاد، يستلزم الإدانة والعقاب وهو ما عجز المجتمع الدولي عن فعله.

 

وفي الختام؛ طمأنت الهيئة الشعب العراقي بأن هذا التدخل لن يجني أصحابه من ورائه إلا الشوك، مؤكدة أن العراق سيبقى لأهله، شاء من شاء وأبى من أبى، مختتمة بيانها بقول الله عز وجل: ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)).

 

وفيما يأتي نص البيان:

بيان رقم (1033)
المتعلق بالتدخل الإيراني العلني في العراق

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    فقد سرب الإيرانيون ولمرات عديدة صورا لقاسم سليماني، في منطقة  آمرلي، وجرف الصخر، وغيرهما، وهو ببزته العسكرية، بين جنود من الجيش الحكومي، وعدد من عناصر الميليشيات، تارة يرقص بينهم وبيده السلاح، وتارة يحتضن زعيم مليشيا منظمة بدر هادي العامري، وتارة يصلي في جماعة؛ والغرض من ذلك التأكيد على الحضور الإيراني في إدارة الصراع في المناطق المستعرة على أرضنا، وإرسال رسائل للعالم العربي والمجتمع الدولي مفادها نحن هنا، في سعي محموم لإثبات الوجود بعد تحرير نصف العراق تقريبا من براثن حلفائهم وأدواتهم في العراق، الأمر الذي عد فشلا ذريعا لنفوذهم فيه.

 

    وهذا التسريب شهادة موثقة لتصريحات عدد غير قليل من المسؤولين الإيرانيين العسكريين والمدنيين التي تؤكد التدخل الكبير لإيران في العراق، وتبرر هذا التدخل بذرائع شتى منها: حرب الإرهاب، والحفاظ على الأمن القومي الإيراني، وحماية (المقدسات الشيعية) في العراق وغير ذلك.

 

    ومثلما أن الولايات المتحدة الأمريكية تبعث بأعداد كبيرة من العسكريين تحت غطاء إرسال مستشارين فإن إيران هي الأخرى تفعل ذلك، والطرفان ينظران إلى العراق على أنه غنيمة يجب تقاسمها، ولا يسمح لأحد بالانفراد في اغتنامها.
    إن جارة السوء إيران بمشروعها القومي المركب على الطائفية وتقسيم المجتمعات؛ دخلت المرحلة العلنية بعد أن كانت تميل إلى العمل في الظل والخفاء والاكتفاء بالتحريك عن بعد، أما اليوم فقادتها في الأراضي العراقية وميليشياتها يعيثون في الأرض فساداً، وتخادمها مع أمريكا أضحى لا يختلف عليه اثنان، ولاسيما بعد كشف الستار عن الرسائل السرية المتبادلة بين الرئيس أوباما والمرشد خامنئي، واتضاح الانحياز الأمريكي لها في الملفات: السوري واليمني والبحريني، وغير ذلك.

 

    إن هيئة علماء المسلمين إذ ترصد التدخل السافر لإيران، والنزول المباشر إلى الأرض العراقية من خلال قاسم سليماني وقياداتها العسكرية ومستشاريها وجنودها، وميليشياتها الدموية؛ فإنها تحمل المجتمع الدولي مسؤولية التغاضي عن ذلك، وحذره من الإدلاء بأي تصريح، أو إصدار أي بيان أو تقرير يسجل التدخل الإيراني السافر في العراق، بعد أن أعلنت إيران نفسها عنه، فضلا ًعن الإدانة والمحاسبة اللتين  تعدان من مسؤولية هذا المجتمع إزاء هذا النمط من التدخلات المفضية إلى إراقة الدماء ونشر الفوضى في البلاد، وتؤكد الهيئة أن هذا التدخل لن يجني أصحابه من ورائه إلا الشوك، وسيبقى العراق لأهله، شاء من شاء، وأبى من أبى ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)).

  الأمانة العامة
17 محرم/ 1436هـ
10/11/2014م