أنت هنا

22 محرم 1436
المسلم ــ متابعات

اندلعت مواجهات عنيفة، عقب انتهاء صلاة الجمعة، بين الشبان وقوات الاحتلال الصهيوني عند حاجز قلنديا، جنوبي رام الله، إثر انطلاق مسيرة شعبية من أمام مخيم قلنديا لللاجئين الفلسطينين، صوب الحاجز العسكري.

وكانت الدعوة لهذه المسيرة، التي نظمت تحت شعار "على القدس رايحين"، أطلقت من شباب الحراك الشعبي وفصائل فلسطينية في محاولة لكسر الحصار المفروض على القدس.

وقد دعا منظمو المسيرة إلى رفع العلم الفلسطيني فقط وترديد شعار واحد هو "على القدس رايحين" كرسالة وتأكيد منهم على وحدة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن القدس ومقدساتها وفي مقاومة الاستيطان والجدار العازل.

فيما شارك العشرات من الشبان في مسيرة "ع القدس رايحين" متوجهين إلى حاجز قلنديا، حيث قمعتهم قوات الاحتلال، واعتدت على الطواقم الصحفية المتواجدة على الحاجز.

وتحدثت مصادر طبية عن إصابة عدد من الشبان بحالات اختناق والرصاص المطاطي جراء إطلاق قوات الاحتلال بكثافة قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وفي سياق متصل, قامت قوات الاحتلال بقمع مسيرة حاشدة لحركة حماس في رام الله انطلقت من مسجد مخيم قلنديا الكبير جنوب رام الله بعد صلاة الجمعة مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة استخدم خلالها الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز بشكل كثيف جداً أدت لإصابة العشرات .

أما في النبي صالح غرب رام الله فقد استخدم الاحتلال الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا تنديداً بسياسات الاحتلال بحق المسجد الأقصى والمطالبة بوقف بناء الجدار العازل.

كما قمعت أجهزة الضفة مسيرة كانت ستنطلق في مخيم الجلزون شمال رام الله حيث قامت بمصادرة رايات لحركة حماس ومنعت خروج المسيرة .

وفي مدينة الخليل اندلعت مواجهات مماثلة عند الحاجز العسكري المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي وذلك عقب تظاهرت دعت إليها حركة "حماس".
وأسفرت المواجهات التي اندلعت عن إصابة خمسة شبان بالرصاص الحي.

وكانت مسيرة حاشدة انطلقت من مسجد وصايا الرسول الواقع في المنطقة الجنوبية من المدينة المسماة (منطقة ج ) والتابعة بالكامل للسيطرة الصهيونية بعد صلاة الجمعة. حيث قامت قوات الاحتلال بقمعها بعد انطلاقها بوقت قصير مما أدى إلى إصابة خمسة شبان بالرصاص الحي .

في السياق ذاته، تمكن عشرات آلاف المصلين من الوصول اليوم إلى المسجد الأقصى الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة، بالرغم من حواجز الاحتلال المنتشرة على بواباته إضافة للتشديدات الأمنية على مداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة.

فبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس فقد تجاوز عدد المصلين في المسجد الأقصى اليوم أربعين ألف مُصل ٍ من مختلف الأعمار، في مشهد غاب عن المسجد الأقصى منذ شهور .

جاء ذلك بعد أن أعلنت شرطة الاحتلال مساء أمس الخميس أنها لن تفرض أي قيود على دخول المسجد الأقصى اليوم الجمعة .

وكانت شرطة الاحتلال قد فرضت قيوداً مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك خلال الأسابيع الماضية بعد سلسلة العمليات الفدائية التي نُفذت في مدينة القدس والضفة الغربية والداخل المحتل .

من جهته، ناشد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ إسماعيل نواهضة بالعمل على إنهاء الانقسام وتوحيد الكلمة ورص الصفوف والاعتصام بحبل الله جميعا لمواجهة جميع التحديات والاعتداءات من قبل المحتلين.

وقال في خطبة صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى: "مرة أخرى نجد أنفسنا مجددا نهوي في دوامة الانقسام البغيض والمناكفات والمهاترات والاتهامات المتبادلة والتراشق بالكلمات الجارحة بين أبناء الشعب الواحد".

وأضاف إن "مثل هذه الأعمال والتصريحات تؤدي لضربات متلاحقة لشعبنا وقضيته العادلة وتسيء لنضاله في الوقت الذي نواجه فيه التحديات الجسام التي يقوم بها الاحتلال".

وأكد أنه لا يمكن أن يقبل الشعب الفلسطيني باستمرار هذه المهاترات ولا أن تتواصل مصادرة حقه في قول كلمته، وقال: "لا يعقل أن تبقى الأمور على ما هي عليه من تجاهل لإرادة هذا الشعب الذي يريد الوحدة والاتحاد ونبذ الفرقة والاختلاف".

وقال خطيب الأقصى: "لقد آن الأوان أن يقول أبناء هذا الشعب وبصوت عالٍ لكل الانقساميين أيًّا كانوا، لقد سئمنا هذه المماطلة، وهذا التسويف في تنفيذ المصالحة وإنهاء الانقسام فعلا لا قولا، حقيقة لا شكلا".

وتابع: "لقد ضقنا ذرعا بوعودكم، ولن يقبل شعبنا بعد اليوم وصاية من يصر على تكريس الفرقة والانقسام والإساءة للفلسطينيين تغليبا للدوافع الفئوية والمنافع الذاتية الشخصية على المصلحة العامة".

من ناحية ثانية؛ حذر خطيب الأقصى من المخططات الصهيونية الرامية إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا، منددا في نفس الوقت باستمرار الاقتحامات الصهيونية من قبل المستوطنين المتطرفين.

وقال: "نتطلع إلى ذلك اليوم الذي تهدأ فيه مدينة القدس، ونتمنى أن تكون المبادرات التي نسمع عنها حقيقة لا شكلا وأن تكون فعلا على أرض الواقع"، داعيا إلى تحقيق الهدوء في المسجد الأقصى وتفويت الفرصة على الآخرين.

يذكر أن قوات الاحتلال سمحت اليوم بأداء صلاة الجمعة لجميع الأعمار من المصلين لتهدئة الأوضاع في مدينة القدس المحتلة بعد أسابيع من تصاعد المواجهات شبه اليومية.

وتنطلق في مدينة الخليل أسبوعيًا وعلى مدار خمس أسابيع ماضية مسيرات للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية والاقتحامات المتكررة التي تنفذ يومياً بحق المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة , حيث كان يجري قمعها من قبل أجهزة الضفة وقوات الاحتلال على حد سواء .