أنت هنا

26 محرم 1436
المسلم- خاص

أكد المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم الشيخ ناصر بن سليمان العمر أن ما تواجهه الأمة الآن من أزمات تستوجب الصبر والثبات والثقة بنصر الله محذراً مما قد تحدثه مثل هذه الأزمات لدى البعض من الميل إلى الإفراط أو التفريط 

 

وقال الشيخ العمر خلال درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد بالرياض إن الأمة الآن تواجه هجوماً كبيراً من أعداءها الذين تكالبوا عليها, مضيفاً أن هؤلاء الأعداء قلما يصرحون بالحرب على الإسلام لكنهم يسمونها بأسماء مختلفة يخدعون بها الناس كالحرب على التطرف والإرهاب وغيرها ويجمعون تحت هذه المسميات الجماعات الإرهابية والمتطرفة مع المجاهدين الصادقين مؤكداً أن الحرب على الإسلام والمسلمين باتت مكشوفة لا تخفى على أحد.

 

وبين أن هذه الظروف تستدعي من العلماء والدعاة تثبيت الناس لما تحدثه من ردود أفعال لدى الناس ما بين إفراط أو تفريط فقد دفعت بالبعض إلى الغلو والتطرف كما دفعت بآخرين إلى اليأس والاستسلام وكلا الأمرين خطر على الإسلام والمسلمين, مستشهداً بقول الله تعالى " وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا"مؤكداً أن الواجب على المسلم في مثل هذه الأحداث الابتلاءات التي تواجهها الأمة أن يثبت أولاً على دين الله وأن يثبّت غيره ببيان الحق للناس, لألا يقعوا في احد المحذورين

 

وأوضح الشيخ العمر أن في العصور المتتالية التي مرّت على الأمة برز أناس أخذوا على عاتقهم تثبيت الناس في الفتن والأزمات, كموقف أبو بكر الصديق رضي الله عنه حيث ثبت وثبّت الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وحين ارتد العرب بعد ذلك, وكذلك الإمام أحمد وثباته في فتنة خلق القرآن الكريم حيث فُتن الناس فكان ثبات هؤلاء ثبات لهم وثبات للأمة من بعدهم مؤكداً فضيلته أن الأمة الآن بحاجة إلى من يثبت فيما تمر به من أزمات ليكون سباً في تثبيت الأمة.

 

وبين الشيخ العمر أن هذه الابتلاءات تكمن وراءها حكم عظيمة, فبها يميز الخبيث من الطيب, موضحاً أن قبل هذه الأحداث كان أعداء الدين والمنافقون والليبراليون مستترين فتأتي مثل هذه الأزمات فتفضحهم, مستشهداً فضيلته بما صرح به ليبرالي سابق ترك الليبرالية وكان أحد أسباب تركه لها ما رآه من الليبراليين أثناء أحداث غزة عام 2007 حيث كانوا يؤيدون رئيس وزراء العدو الصهيوني أنذاك, فعرفت أنهم على الباطل. وقال الشيخ العمر إن كشف هؤلاء من أعظم الانتصارات,

 

وأكد أن هذه الأزمات إلى زوال بإذن الله كما حدث لما سبقها من أزمات فهذه هي سنة الله, فالحق لا بد أن ينتصر على الباطل ولا بد للباطل أن يزهق وينحسر كما قال الله تعالى " وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً "مشيراً إلى أهمية الصبر وعدم التعجل, وعدم التشكك في وعد الله عز وجل والثقة بنصره لعباده المؤمنين  كما قال تعالى " وكان حقاً علينا نصر المؤمنين".