أنت هنا

9 صفر 1436
المسلم ــ الهيئة نت

عبّرت هيئة علماء المسلمين في العراق عن أسفها الشديد واستنكارها؛ للصمت العربي والدولي على مستوى الحكومات والمنظمات الإنسانية حيال العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين في الفلوجة وغيرها من المدن العراقية وجرائم التطهير الطائفي التي تطال ابنائها الابرياء.

 وأكّدت الهيئة في بيان لها صدر اليوم الاثنين؛ أن آلة الحصار والقتل والدمار العسكرية الحكومية تحصد أرواح المواطنين الأبرياء في مدينة الفلوجة الصابرة؛ مبينة أن عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء القصف العشوائي منذ بداية العمليات العسكرية وحتى هذه الساعة بلغ (5103) قتيلاً وجريحًا، وهو ما تؤكده إحصائيات مشفى الفلوجة العام.

وفي هذا السياق؛ أشارت الهيئة إلى أن مشفى الفلوجة نفسه ـ والذي يعمل بأدنى طاقته؛ بسبب المشاكل الأمنية التي يواجهها ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية فضلاً عن قلة الكوادر العاملة ـ لم يسلم من البطش الحكومي، إذ يتعرض باستمرار لقصف واستهداف مباشر لمنشآته وقسم الطوارئ فيه .. لافتة الانتباه إلى أن ذلك الاستهداف أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا من المدنيين والكادر الطبي.

ووضف البيان الوضع الإنساني في الفلوجة باته كارثي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان وأبعاد .. موضحا ان الحصار مطبق على المدينة منذ قرابة الشهر، بعد أن عمدت القوات الحكومية إلى إغلاق جميع منافذها ومنعت دخول المواد الغذائية الأساسية والوقود ـ على الرغم من شحتها أصلا ـ  ما أدى إلى ارتفاع كبير بأسعارها.

ومضت الهيئة في بيانها إلى القول ان التيار الكهربائي مقطوع عن المدينة منذ ستة أشهر تقريبًا على الرغم من تقلب الأجواء، وتعرض الأهالي لموجات برد شديدة، مضيفة أن مما زاد الطين بلة؛ القصف المتواصل من القوات الحكومية للمنافذ الذي يفتحها المواطنون في المدينة لغرض إدخال المواد الضرورية، فضلاً عن القرار الحقود الذي اتخذته السلطات الحكومية بمحافظتي (كربلاء وبابل) بمنع خروج السيارات والشاحنات التي تحمل المواد الغذائية وحليب الأطفال باتجاه محافظة الأنبار؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث شبه مجاعة في المدينة، التي وصل الحال بعائلاتها أنها تقتصر على وجبة واحدة فقط في اليوم على الرغم من البرد والجوع وصراخ الأطفال.

وفي ختام بيانها أكّدت هيئة علماء المسلمين ان هذه الجريمة المنظمة بحق الفلوجة وضواحيها؛ ترقى إلى أن تكون جريمة إبادة جماعية متكاملة الأوصاف والدلائل الجرمية .. داعية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وكل ضمير إنساني حي إلى القيام بواجباتهم الإنسانية واتخاذ التدابير السياسية والقانونية اللازمة لفك الحصار عن أهالي المدينة، ووقف مسلسل القتل اليومي الممنهج.
   

وفيما يأتي نص البيان:

بيان رقم (1038)
المتعلق بالحصار القاتل على مدينة الفلوجة
وعمليات التجويع المقصودة التي تمارسها حكومة العبادي

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    فما تزال آلة الحصار والقتل والدمار العسكرية الحكومية تحصد أرواح المواطنين الأبرياء في مدينة الفلوجة الصابرة؛ حيث بلغ عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء القصف العشوائي منذ بداية العمليات العسكرية حتى ساعة إعداد هذا البيان (5103) قتيلاً وجريحاً، بحسب إحصائيات مشفى الفلوجة العام.

 

    والمشفى نفسه لم يسلم من البطش الحكومي، فقد كان ومازال يتعرض لعمليات القصف والاستهداف المباشر لمنشآته وقسم الطوارئ فيه؛ وقد أسفر ذلك عن وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين وكادر المستشفى، الذي يعمل بأدنى طاقته؛ بسبب المشاكل الأمنية التي يواجهها ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية فضلاً عن قلة الكوادر العاملة.

 

    أما الوضع الإنساني في المدينة فهو كارثي بكل ما لهذه الكلمة من معان وأبعاد؛ فالحصار مطبق على الفلوجة منذ قرابة الشهر، بعد أن عمدت القوات الحكومية إلى إغلاق جميع منافذ المدينة ومنعت دخول المواد الغذائية الأساسية والوقود ــ على الرغم من شحتها أصلا ـــ مما أدى إلى ارتفاع كبير بأسعارها، والتيار الكهربائي مقطوع عن المدينة  منذ ستة أشهر تقريبا على الرغم من تقلب الأجواء، وتعرض الأهالي لموجات برد شديدة، ومما زاد الطين بلة؛ القصف المتواصل من القوات الحكومية للمنافذ التي يفتحها المواطنون في المدينة لغرض إدخال المواد الضرورية، وقرار محافظتي (كربلاء وبابل) الحقود بمنع خروج السيارات والشاحنات التي تحمل المواد الغذائية وحليب الأطفال باتجاه محافظة الأنبار؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث شبه مجاعة في المدينة، ووصلت الحال بالعائلات ـــــ على الرغم من البرد والجوع وصراخ الأطفال ـــ إلى الاقتصار على وجبة غذائية واحدة في اليوم، لا تسمن ولا تغني من جوع.

 

    إن هيئة علماء المسلمين إذ تكشف أبعاد هذه الجريمة المنظمة بحق هذه المدينة وضواحيها التي ترقى إلى أن تكون (جريمة إبادة جماعية) متكاملة الأوصاف والدلائل الجرمية؛ فإنها تدعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وكل ضمير إنساني حي إلى استيعاب هذه الأوضاع المأساوية، والقيام بواجباتهم الإنسانية واتخاذ التدابير السياسية والقانونية اللازمة لفك الحصار عن أهالي المدينة، ووقف مسلسل القتل اليومي الممنهج.

 

    وتسجل الهيئة هنا أسفها الشديد واستنكارها للصمت العربي والدولي على مستوى الحكومات والمنظمات الإنسانية حيال العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين في الفلوجة وغيرها من المدن العراقية والتطهير الطائفي بحق أبنائها والذي وصل حد تفجير البيوت، وحرق المزارع، وسلب الممتلكات، وهدم المساجد.

 

الأمانة العامة
9 صفر/ 1436 هـ
1/12/2014 م