
دعا خطيب المسجد الاقصى المبارك الشيخ يوسف إسليم إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لأن "الصلاة فيه هي واجب على كل مسلم قادر من أهل القدس ومن إخواننا المسلمين في الداخل" .
وقال في خطبة صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى المبارك إن الواجب يفرض عليهم حمايته بالرباط اليومي فيه للصلاة والذكر وتلاوة القرآن وطلب العلم.
وأشار خطيب الأقصى إلى أن القانون الدولي المعاصر, ينص على حماية المقدسات وأماكن العبادة والتراث التاريخي للشعوب موضحا أن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة أصدرا قرارًا في الخامس عشر من أيلول من من عام 99م، ينص على أن أي تدمير أو تدنيس للأماكن المقدسة أو المباني أو المواقع الدينية في مدينة القدس يعد جريمة، وأي تشجيع أو تواطؤ للقيام بعمل مماثل يمكن أن يهدد الأمن والسلام الدوليين.
وأضاف أنه في عام 67 من القرن الماضي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان ممثلها في الجمعية العامة أن القدس واحدة من أقدم دول العالم ولا يجوز أن يجري تعديلات عليها ،وفي اتفاقية جنيف الرابعة بنود تمنع ارتكاب أعمال عدوانية ضد الآثار التاريخية أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب.
وأوضح أن اتفاقية لاهاي عام 54م تضمنت وجوب حماية دور العبادة.
وطالب الشيخ سليم بالتحرك العاجل والفوري لمنع مخالفة القوانين الدولية ومنها القوانين المتعلقة بحماية المقدسات والآثار التاريخية للشعوب والتي منها مقدسات وتراث العرب والمسلمين في بيت القدس وأكنافه.
كما ندد خطيب الأقصى بمزاعم حاخام صهيوني بأن المسجد الأقصى موجود في مكة، وأن القرآن الكريم لم يذكر القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف إن الأماكن المقدسة عند المسلمين ثلاثة، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، والمسجد النبوي.
وقال: "للأسف فإن مثل هذه الأقوال لا تصدر عن طفل صغير لم يبلغ الحلم، ولا يقولها إنسان فاقد لعقله، فيا سبحان الله، فإذا كان هذا الحاخام يفهم القرآن أكثر من المسلمين أنفسهم، فلماذا لا يكون هذا الحاخام كالحبر عبد الله بن سلام الذي فهم القرآن فأسلم وصار صحابيا مرضيا عنه عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وعند المسلمين؟".
وشدد على أن قضية القدس بالنسبة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها قضية عقدية، لا تقبل المساومة أبدا، ولا تدخل في المداهنات السياسية، مؤكدا أن المسجد الأقصى ليس حبة برتقال، يفاوض عليه مفاوض وليس قطعة أرض تحتاج إلى تفاهمات بين أطراف النزاع، بل هو عقيدة أيضا متكاملة متجذرة في قلب كل مسلم.
كان عشرات آلاف المواطنين قد أدوا صلاة جمعة اليوم في المسجد الأقصى المبارك رغم الانتشار المكثف لقوات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة .
فمنذ ساعات الصباح توافد المصلون من أرجاء المدينة المقدسة و مختلف مدن الداخل الفلسطيني المحتل إلى المسجد الأقصى، إضافة لمن سُمح لهم بالدخول من سكان الضفة الغربية ممن تزيد أعمارهم عن الستين عاماً.
كما وصل إلى مدينة القدس المحتلة صباح اليوم أربع حافلات تُقل حوالي مئتي مواطن من قطاع غزة ، بعد أن حصلوا على تصاريح صلاة في الأقصى ليوم واحد.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فقد تجاوز عدد المصلين ستين ألفاً، حيث امتلئ المصلى القبلي وقبة الصخرة والساحات التي تتوسطهما بالمصلين.
يُذكر أن هذه هي الجمعة الرابعة التي تسمح فيها قوات الاحتلال بدخول المصلين دون تحديد أعمار، بعد أن كانت قد منعت من تقل أعمارهم عن الخمسين عاًما من دخول الأقصى لمدة عشر أسابيع متتالية.