7 ربيع الثاني 1437

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 29 عاماً، ملتزمة وأحرص على عدم وقوعي في الخطأ، لكن شاء القدر وجعلني أتعرف على شاب محترم، ولم يبد منه أي خطأ تجاهي، لم يحدث بيننا أي كلام خارج عن الحدود، مجرد نقاشات عامة لكنني تعلقت به ولم أعترف له بذلك رغم أنه اعترف لي، هل أقطع علاقتي به أم أقترب منه عن طريق أهلي، هو يريد التقرب مني لكن صدودي وصمتي يقلقه.

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

نحن في زمن مليء بالفتن، أصبح فيه التعارف بين الشباب طريقته سريعة وسهلة، فبالاختلاط تارة، وبالنت تارة أو عن طريق صحبة العمل، وغيرها..
فإن كانت الفتن موجودة بيننا، فلا بد أن تحكمنا ضوابط شرعية لكي نسير في طريق صحيح، فلا نضع أنفسنا موضع الشبهات ونظل دائما في النور وفي طاعة الله سبحانه، ونظل دوما قدوة لمن حولنا.
ولذلك عليك أيتها الابنة الكريمة مراعاة عدة نقاط:
1- أن تعلمي ابتداء أنه لا يصح هذا النوع من الحوارات، ولو كان هذا الشخص صادقا ومحترما كما تقولين، إذن لابد من الجلوس مع والدتك أو والدك ومصارحتهم بكل شجاعة بما يحدث، واعلمي أن هذه الأمور في النور تختلف تماما عنها في الظلام.
2- لابد أن تضعي حدا مع هذا الشاب لنهاية هذه المعرفة، لأنه لا يجوز شرعا استمرار تلك العلاقة.... تخيلي لو كنت متزوجة هل يقبل زوجك أن تتحدثي مع رجل غريب بحجة أن هناك بينكما معرفة محترمة؟!.. وهل يقبل أهلك بذلك الآن؟!... وحتى لو قبلوا فإن الله لا يرضى بالمعصية.
فبالتالي من الأولى وأنت فتاة إلغاء هذه المعرفة، لأن الفتاه ما هي إلا سمعة وخُلُق، فعليك بإلقاء جملة واحدة صريحة (إن كان جاداً في مشاعره أن يتقدم بالخطوة الهامة وهى التقدم والدخول من الباب)، فإن رفض وتحجج بأي حجة فاعلمي أنه لا يريد إلا لهواً وضياع وقت ليس إلا، وليس عليك إلا الانسحاب تماما حتى تعصي ربك ولا تحطمي مشاعرك مع أحد غير جدير بك.
3- ذكرت أنك فتاة ملتزمة ودائما حريصة على عدم وقوعك في الخطأ، فحافظي على نهج هذا الدرب ولا تضعي نفسك موضع الشبهات، واعلمي أن من يحفظ نفسه من الاقتراب من مواضع الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، وأكرمه الله وحفظه، ومع ذلك حاولي التقرب لله تعالي بالأعمال الصالحة والذكر والاستغفار حتى يرد عنك الله سبحانه وتعالى ويحفظك من مكائد الشيطان.
4- عليك بالدعاء الشديد والإلحاح في الدعاء بكل ما تحبين وترغبين، والله تعالى يحب العبد اللحوح في دعائه، فهو سبحانه قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه.
5- عليك - بعد إبلاغ أحد أبويك بهذه العلاقة - أن تحترمي رأيهم لأنهم أهل خبرة وتجربة، وهم أشد الناس حباً لك وحرصاً عليك.
6- اعلمي أنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فعليك باليقين والأمل فيما عند الله، بأن الله سبحانه يدخر لك الخير والرزق الذي تأملين فيه، وتزودي بالتقوى فمن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب.