
وجه الرئيس التونسي المؤقت والمرشح الرئاسي، المنصف المرزوقي، للوم لليساريين، قائلا "إن الخوف من الإسلاميين دفع النخب التونسية اليسارية، إلى غض الطرف عن المعضلة الاجتماعية، في تونس".
وقال المرزوقي "النخب في تونس عيونها مغشاة بخطر لا وجود له! لقد ركزت النخب لمدة عشرين عاما على التهديد الإسلامي، وهذا ما ألوم به اليسار، فمن فرط كرهه للإسلاميين ظل يغض الطرف عن المسألة الاجتماعية! أنا شخصيا من هذا اليسار ولكني لا أخطئ الخصم "الدكتاتورية والفساد والفقر. خصمي وليس الإسلاميين، ولا التونسي الآخر. بيد أني لم أستطع إقناع هذه النخبة بهذه الحقيقة البديهية. ففي رأيهم أن هناك الجيدون والسيئون. الجيدون هم الحداثيون، والعلمانيون الذين يتكلمون الفرنسية. والآخرون هم الملتحون، وهم العدو الذي يجب القضاء عليه ورميه في البحر".
وأضاف المرزوقي في لقاء بأحد فنادق العاصمة التونسية أمس في افتتاح حملته الانتخابية لجولة الإعادة هذا الشهر، أن "تونس مهددة بضياع استقلالها في وقت تسعى فيه دول (لم يسمها) إلى تقرير من سيكون رئيس تونس".
وكان يشير بذلك إلى تدخلات خارجية لمساعدة منافسه السبسي (88 عاما) -مرشح حزب نداء تونس- للفوز بالرئاسة في جولة الإعادة التي تقام في 21 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وكان الرئيس التونسي الحالي -المترشح بصفته مستقلا- تحدث مرارا في السابق عن استخدام "المال السياسي" خلال الانتخابات التشريعية الماضية التي أفضت إلى فوز حزب نداء تونس بـ86 مقعدا من مجموع 217 مقعدا في البرلمان الجديد، متقدما على حركة النهضة (69 مقعدا)، وكذلك في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الشهر الماضي.
يشار إلى أن المرزوقي حصل في الجولة الأولى على 33% من الأصوات خلف الباجي قائد السبسي الذي نال 39% من الأصوات.
ودعا المرزوقي أمس أنصاره إلى "ضرورة مراقبة عملية الاقتراع منذ البداية إلى آخر لحظة، والاحتياط من أي غش وتزوير". كما دعا مجددا منافسه لإجراء مناظرة تلفزيونية تُناقش فيها كل القضايا التي تشغل التونسيين.