
هوت اسعار النفط في نيويورك الجمعة لتسجل ادنى مستوياتها منذ خمس سنوات ونصف السنة بعد انخفاض توقعات الوكالة الدولية للطاقة في ما يتعلق بالطلب.
وتدهورت الأسعار بنسبة 45 في المائة منذ يونيو كما تسارعت وتيرة التراجع بعد أن قررت منظمة أوبك الشهر الماضي إبقاء سقف إنتاجها المستهدف بلا تغيير.
وتشهد أسعار النفط انخفاضا حادا منذ يونيو بسبب تباطؤ نمو الطلب وطفرة النفط الصخري في أمريكا الشمالية.
وتراجع سعر البرميل المرجعي تسليم يناير 2,14 دولار في سوق نيويورك ليبلغ 57,81 دولارا، وهو ادنى مستوى يقفل عليه منذ منتصف مايو 2009.
وجرى تداول سعر خام القياس العالمي مزيج برنت يوم الجمعة عند أدنى مستوى له في خمس سنوات قرب 63 دولارا للبرميل.
من جهتها، قالت وكالة الطاقة الدولية يوم الجمعة إنه من المرجح أن تتعرض أسعار النفط لمزيد من الضغوط النزولية وخفضت توقعاتها لنمو الطلب في عام 2015 وقالت إن زيادة إمدادات المعروض من خارج منظمة أوبك ستؤدي إلى تفاقم تخمة المعروض في الأسواق العالمية.
وأكدت الوكالة إنه إذا أبقت أوبك على مستويات إنتاجها بدون تغيير فإن فائض المعروض العالمي سيصل إلى مليوني برميل يوميا في النصف الأول من عام 2015 حينما ينقص الطلب في العادة.
وخفضت وكالة الطاقة -التي تقدم المشورة للدول الصناعية بخصوص سياسات الطاقة- توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2015 بواقع 230 ألف برميل يوميا إلى 900 ألف برميل يوميا بناء على توقعات بانخفاض استهلاك الوقود في روسيا وغيرها من الدول المصدرة للنفط.
وذكرت أنه من السابق لأوانه توقع أن تبدأ أسعار النفط المتدنية في إضعاف طفرة إمدادات المعروض بأمريكا الشمالية.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري "لو لم يتم معالجة الإنتاج غير المنضبط فقد يستغرق الأمر بعض الوقت لتجاوب العرض والطلب مع هبوط الأسعار."
وقالت وكالة الطاقة إن نمو المعروض الأمريكي من النفط المحكم الخفيف سيؤدي إلى نمو قياسي في إجمالي الإنتاج من خارج أوبك بواقع 1.9 مليون برميل يوميا هذا العام لكن من المتوقع تباطؤ وتيرة النمو إلى 1.3 مليون برميل يوميا في عام 2015.
وفي ضوء خفض توقعات نمو الطلب العالمي قالت وكالة الطاقة إنها عدلت توقعاتها للطلب على نفط أوبك في عام 2015 بخفضها 300 ألف برميل يوميا إلى 28.9 مليون برميل يوميا. ويقل ذلك أكثر من مليون برميل يوميا عن مستوى الإنتاج الحالي للمنظمة.
وسيقل الطلب على نفط أوبك إلى أدنى مستوياته في الربع الأول من عام 2015 لأسباب موسمية الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة كبيرة في المخزونات.
وقالت وكالة الطاقة إنه بناء على التوقعات الحالية التي تشير إلى استمرار الضعف النسبي لنمو الطلب وارتفاع المعروض ستزيد مخزونات النفط العالمية ما يقرب من 300 ألف برميل في النصف الأول من عام 2015 ما لم تحدث أي تعطيلات أو إغلاقات أو خفضت أوبك إنتاجها.
وأضافت "لو حدث نصف ذلك في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لاقتربت المخزونات هناك من 2900 مليون برميل وربما وصلت إلى الحدود القصوى لطاقة التخزين."
وعزا تقرير وكالة الطاقة الدولية الهبوط الشديد لأسعار النفط إلى قفزة في المعروض من خارج أوبك إلى أعلى معدل نمو له على الإطلاق وانكماش النمو في الطلب على النفط.
وقال التقرير إن انخفاض أسعار النفط بدأ بالفعل يؤدي إلى تقليص إنفاق المنتجين ومن المرجح أن يؤثر على الإنتاج في الأجلين المتوسط والطويل أكثر من تأثيره على الإمدادات في الأجل القصير.
وأضاف إن آفاق إنتاج النفط الأمريكي المحكم على الأجل القصير ما زالت بدون تغيير بالأسعار الحالية مادام المنتجون يمكنهم الحصول على التمويل.
وتوقع إنه في عام 2015 ستقلص روسيا وحدها على الأرجح الإنتاج مع تسبب هبوط أسعار النفط في متاعب بالإضافة إلى العقوبات الغربية.
وحينما قررت منظمة أوبك الشهر الماضي عدم خفض الإنتاج قال وزير البترول السعودي على النعيمي إن السوق ستضبط وضعها بنفسها في إشارة إلى أن الأسعار المنخفضة ستؤدي في نهاية المطاف إلى قفزة في الطلب العالمي وهو ما سينجم عنه تعافي الأسعار.
وقالت وكالة الطاقة إن البلدان المنتجة للنفط مثل روسيا سينخفض استهلاكها من النفط العام القادم وفي دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سينخفض الطلب من جراء تعاف اقتصادي فاتر وضعف نمو الأجور والضغوط الانكماشية.
واضاف التقرير قوله "الضغوط النزولية على الأسعار والناجمة عن ذلك ستزيد من احتمال عدم الاستقرار الاجتماعي أو الصعوبات المالية إذا وجد المنتجون صعوبة في سداد الديون. واستمرار انخفاض الأسعار سيؤدي إلى تفاقم الوضع الصعب بالفعل الذي تواجهه بعض البلدان والشركات.