
جدد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، دفاعه عن تدريس اللغة العثمانية في المدارس التركية، لافتًا إلى أن الأمة التركية باتت عاجزة عن قراءة ملايين الوثائق الموجودة في دور المحفوظات الضخمة بالبلاد، وذلك لانقطاعها عن اللغة التي كُتبت بها
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاء الرئيس التركي، خلال فاعلية لإحياء ذكرى أحد الخططاين الأتراك، أُقيمت بالطرف الأسيوي من مدينة اسطنبول، والتي أكد فيها أن "اللغة تعتبر بمثابة الوصف الرئيس للحضارة والذاكرة، بل والوصف الذي من خلاله تبنى الأمم، وبدونها تفنى".
وأضاف "أردوغان": "بسلبكم اللغة من مجتمع ما، تكونون قد سلبتوه حضارته وذاكرته. أقول هذا باعتبارنا أمة دفعت الثمن غاليا لسلبنا لغتنا. فالاعتداء على لغة مجتمع ما، يعني الاعتداء على دين هذا المجتمع وثقافته وفنونه وأدابه".
وأردف الرئيس التركي: "من الظلم البين للغات اعتبارها مجرد وسيلة تخاطب واتصال، لأن اللغة أكبر من ذلك، فهى حضارة وقلب وذاكرة. وديمومة الأمم والعشوب تكون في لغتها وعاداتها وتقاليدها وتنشئتها لأبنائها".
وتساءل "أردوغان": "هل هناك أمة في العالم لا تستطيع قراءة الكتابات التي بنيت عليها حضارتها كأمتنا؟ هل هناك أمة لا تستطيع قراءة شواهد قبور أجدادها؟ وهل هناك أمة لا تستطيع أن تقرأ المصادر الأولى لأشعار وكتابات شعراء ومثقفين وكتاب طالما فخرت بهم تلك الأمة؟
وأوضح الرئيس التركي: "هناك من يستهزءون من الأمر قائلين العالم صعد للفضاء، ونحن مازلنا نتحدث عن اللغة العثمانية، وهؤلاء اقول لهم إذا فقدتم ذاكرتكم التي يبلغ عمرها مئات السنين، ومسحتم موروثاتكم، فلن يكون بوسعكم سوى مشاهدة من يصعدون للفضاء، ستشاهدونهم فقط ولن تستطيعوا الصعود مثلهم، بل وستظلون تشاهدونهم لمئات السنين القادمة".
كما دعا "أردوعان" الناس إلى عدم التخوف من اللغة العثمانية قائلا: "أتمنى ألا يتخوف أحد من تدريس اللغة العثمانية وتعلمها"، مشيرا إلى أنه حينما كان رئيسا لبلدية اسطنبول، كان قد بدأ مشروعا لإحياء اللغة العثمانية.