16 ربيع الثاني 1437

السؤال

أنا وزوجي انفصلنا في شهر 8 وبعد انفصالنا بشهرين خطب بأخرى وحدث أن تواصلت معه بموضوع إقامتي في الإمارات ولكن من خلال حديثه رد علي أنه غير سعيد وأنه يريد العودة لي وبعد حديثه معي شعرت بأنني أيضا أريد العودة إليه وعندما اقترب زفافه تحدثت مع والدته في رغبتي في العودة إليه فقالت لي: إنه أعطى كلمة للجماعة ولا يستطيع العودة في قراره.
فأنا حائرة هل أدعو عليه بالفراق مع من يريد الزواج منها أم أكون آثمة في ذلك؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

شكواك كشكوى غالب الزوجات، عدم الشعور بالنعمة التي بين أيديهن! فالزوجة تنسى فضل زوجها وتستهين بما يقدم وتنظر إلى نفسها بأنها هي التي تفعل كل شيء، وهي التي تتعب أكثر منه، وتتهمه بأنه يترك مسؤوليته ويرفع عن نفسه كل المتاعب ويدسها في كل ذلك..
أما الزوج فينظر إلى زوجته - التي تتعب طوال اليوم في خدمة أبنائها لتوفر لهم الراحة وتفني نفسها في بيتها، أو إن كانت عامله لتشاركه وتعينه على مصاعب الحياة - رغم كل مجهودها وكأنها مقصرة لانشغالها عنه وبعدها، ويتخيلها تعيش في قوقعة خاصة بها بعيدة عنه...
فإن كان الاثنان أصحاب حق فكل منهما أيضا بين يديه نعمة لكنه لا يشعر بها، ولا يعرف قيمتها، فقط عندما يحرم منها، وهذا ما حدث لأختنا الكريمة صاحبة الرسالة، لكن أيتها الأخت عليك الوقوف مع نفسك لمحاسبتها من خلال عدة تساؤلات:
1ـ من هو السبب الرئيس في هذا الانفصال؟! إذا كان الزوج الذي دفعك لذلك، فكان عليك أن تصبري، ولا تتعجلي في البعد عنه، لأن البعد الطويل بين الزوجين يولد الجفاف، وهذا ما حدث فجعله يبحث عن أخرى.
2- ألا يبدو لك أن تعليق أم زوجك وردها على طلبك بهذه الطريقة يوضح رغبتها في ارتباط ابنها بهذه الزوجة الجديدة، وذلك دليل على أنها وجدت منك جفاء تجاهها، وعدم الشعور بأنك الزوجة التي تسعد ابنها.
3- ما دمت لم تطلقي من زوجك بعد، فاعلمي أن ما حدث ليس نهاية العالم ولكن حاولي الصبر وعدم قطع العلاقة مع زوجك فربما يحدث في الأمور جديد سعيد.
4- لا تحاولي الدعاء على زوجك بالتفريق بينه وبين الزوجة القادمة الجديدة، فربما يصير ذلك ظلما لها، كما أنه ليس من الخلق الحسن، ولكن عليك عندما تشعرين بشدة المصيبة التي وقعت على كاهلك أن تقولي (اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها) فالله تعالى سوف يخلف عليك بشيء يريح قلبك.
5- لماذا لم أجد في رسالتك شيئا حول توسط بعض أهلك وبعض الصالحين للإصلاح بينكما؟ ولتحسين صورتك أمام أم زوجك، ولتوصيل معاني الاعتذار إن كان قد حدث منك خطأ أو تقصير!
5- حاولي التقرب من الله تعالى وأكثري من الاستغفار والدعاء الكثير بأن يبلغك الله تعالى الراحة والسعادة سواء بإعادتك لزوجك أو غير ذلك.