
اكدت هيئة علماء المسلمين في العراق ان الجرائم الوحشية التي ترتكبها الميليشيات الطائفية أصبحت منهجا وأسلوبا يوميا يمارس ضد أبناء العراق من أجل كسر إرادتهم وإخضاعهم لإرادات خارجية لا تريد الخير للعراق وشعبه.
وذكرت الهيئة في تصريح صحفي اصدره قسم الثقافة والاعلام اليوم الأحد ان ميليشيات الحشد الشعبي اقدمت مساء امس على قتل الشيخ (صلاح جمال طه)، إمام وخطيب جامع (حسين ملاّ وهاب) في قضاء (طوز خورماتو) شرقي مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وذلك بعد أن شنت هجوما مسلحاً استهدف الجامع .. مشيرة الى ان الميليشيات ذاتها هاجمت قبل أيام منزل الشيخ (فؤاد كريم، ووالده)، إمام وخطيب أحد المساجد في القضاء نفسه.
واوضحت الهيئة ان الشيخ المغدور يبلغ من العمر (51) عاما، وانه من الدعاة المؤثرين والشخصيات المعروفة في القضاء الذي لم تحدث فيه اية أعمال مسلحة، وان ميليشيات الحشد هي المسيطرة عليه.. محذرة من ان حرمات بيوت الله تتعرض لانتهاكات صارخة في المدن التي تسيطر عليها تلك الميليشيات الطائفية.
وجددت هيئة علماء المسلمين في ختام التصريح، تاكيدها على ان القوات الحكومية هي من يقوم بتوفير الدعم لتلك الميليشيات سواء بالمال والسلاح او الهويات الرسمية والعجلات الحكومية كي تنفذ أبشع جرائم التصفية الجسدية والتعذيب الوحشي، والمساومات الرخيصة التي تجريها بعد عمليات الاختطاف.
وفيما يأتي نص البيان:
بيان رقم (1041)
المتعلق بتصاعد جرائم ميليشيات الحشد الشعبي
واستباحتها لبيوت الله والدماء البريئة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
ففي تصاعد ملفت للنظر لمجريات الأحداث وتنامي تحركات وغلواء إجرام ميليشيات الحشد الشعبي وإطلاق أيديها للقتل والاختطاف والاعتقال التعسفي خارج القانون، وانتهاك حرمات بيوت الله، بدعم من قبل المسؤولين الحكوميين وتغطية من القرار الحكومي؛ قامت هذه الميليشيات بنهب محتويات وأجهزة وأثاث جميع جوامع مركز قضاء المحمودية جنوب، بغداد منتهكة قدسية وحُرمة بيوت الله، أمام أنظار القوات الحكومية من الفرقة (17) جيش حكومي، والشرطة الاتحادية، في الوقت الذي خلت تلك الجوامع وبحملات منظمة من القوات الحكومية والميليشيات منذ مدة من مرتاديها والقائمين عليها.
وفي محافظة بابل وبحسب شهادة أحد الأشخاص الناجين من جرائم الميليشيات الطائفية بعد أن تمت مساومته للإفراج عنه بمبالغ مالية كبيرة، أقامت هذه الميليشيات معتقلاً سرياً، جمعت فيه العشرات من المختطفين من منطقة السعيدات بناحية جرف الصخر شمال بابل، وأفاد شاهد العيان أن العديد منهم تم قتلهم وتصفيتهم تحت التعذيب، وأنه تم الإفراج عنه بعد مقتل ولديه أمام ناظريه، وأن الميليشيات تأتي بمن تقتلهم بالتعذيب الوحشي وترميهم أمام أنظار المختطفين وتقول لهم هذا طعامكم إن أردتم أن تبقوا فترات أخرى على قيد الحياة.
إن هيئة علماء المسلمين إذ ترصد هذه الجرائم الشنيعة الممنهجة، وتصاعد عملياتها في استباحة دماء الأبرياء من الشعب العراقي وارتكاب أبشع جرائم التطهير العرقي والطائفي؛ فإنها تحذر من مغبتها، وتؤكد تورط المسؤولين الحكوميين في هذه الجرائم، واستخفافهم بالدماء البريئة، وتحملهم المسؤولية الكاملة عنها، كما تدعو الهيئة المنظمات الدولية بأن تكون عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها، وتقف مع الشعب الذي يتعرض لإبادة منظمة على أيدي ميليشيات مدعومة من قوى وجهات إقليمية غير خافية، تجاوزت الحدود وعبرت من منافذ البلد بدعم حكومي مفضوح.
الأمانة العامة
6 ربيع الأول/ 1436هـ
28/12/2014م