
كشفت هيئة علماء المسلمين بالعراق عن حجم التواطؤ الدولي والغربي منه بشكل خاص مع إيران؛ التي تمارس العبث بالمنطقة، وتسعى لتبديد قوتها وتدمير مستقبل أجيالها، على نحو يعيد إلى الأذهان التحالفات التاريخية بينهما في أزمان سابقة؛ للأهداف الخبيثة نفسها.
وأكدت الهيئة في بيان أصدرته الأمانة العامة اليوم الخميس ووصل موقع المسلم نسخة منه؛ أن عظم نفوذ إيران في المنطقة، وبلوغ مشروعها القومي التوسعي خارج مساحتها الجغرافية، بلغ حدًا لا يُطاق، مشيرة إلى أن ما عجز عن تحقيقه الخميني في ثمانينات القرن الميلادي الماضي؛ يعمل خامنئي على تحقيقه في هذا القرن.
واستعرض بيان الهيئة جانبًا من تصريحات المسؤوليين الإيرانيين من بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني (علي شمخاني) الذي سبق أن قال بشكل علني؛ إن تغيير رئيس وزراء الحكومة السابق نوري المالكي ومجيء حيدر العبادي بدلاً عنه، جعل موقف بلاده أقوى في الشرق الأوسط، وأن ((العراق حكومة وشعبًا بات أقرب إلى إيران من قبل، وبات يذعن بأن إيران عمقه الاستراتيجي))؛ على حد قوله، فيما أكد نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال (حسين سلامي) وجود جيوش شعبية مرتبطة بالثورة الإيرانية في العراق وسوريا واليمن، يبلغ حجمها أضعاف حزب الله في لبنان.
ووصفت الهيئة هذه التصريحات بالفجّة، كما اعتبرت أن الجديد فيها هو إقرار قادة إيران وساستها بهذه الحقائق جهارًا نهارًا، وعلى مرأى ومسمع من دول العالم كله، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي يُطلق عليها الإيرانيون اسم (الشيطان الأكبر)، معربة عن استنكارها الشديد لهذه الدول التي لم يرف لأي منها جفن، أو تعرب عن قلقها، فضلاً عن أن إدانة طهران التي ما انفكت تناقض مواثيق الأمم المتحدة، وتستخف بالقرارات الدولية.
وفيما أدانت هيئة علماء المسلمين تصريحات الساسة الإيرانيين، رأت أن فيها فائدة كبرى، وذلك بإقرار الجاني بجناياته ليراها من عمي بصره ويسمعها من به صمم، وتكشف للعالم الإسلامي العدو من الصديق؛ مؤكدة أن هذه التصريحات محطة تستلزم من الدول العربية والإسلامية القادرة على التأثير في الأحداث؛ إعادة النظر في تحالفها مع الغرب، والاعتماد على الذات في كبح جماح إيران، وقطع شرورها وآثامها، ومحذرة من أن المنطقة مقبلة على زلزال لا يبقي ولا يذر، وقد يجعل منها أثراً بعد عين.