أنت هنا

15 ربيع الأول 1436
المسلم ــ متابعات

انتقد الأمين العام الأسبق لـ "حزب جبهة العمل الإسلامي" في الأردن الدكتور اسحق الفرحان زيارة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني إلى المسجد الأقصى، ورأى أنها زيارة غير مناسبة في وقت يتعرض فيه الأقصى إلى التهويد والتقسيم الزماني والمكاني من طرف الاحتلال.

ورفض الفرحان في تصريحات نقلتها عنه "قدس برس" وصف زيارة مدني إلى الأقصى بأنها "تطبيع مع الاحتلال"، لكنه أكد أنها ليست مفيدة للقضية الفلسطينية وليست نصرة للأقصى.

وقال: "لست مستريحا للزيارة التي أداها اليوم الاثنين (5-1) أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إلى المسجد الأقصى، لا أريد أن أفتي بأن هذه الزيارة تمثل تطبيعا مع الاحتلال، فتلك الفتوى أتركها للمشايخ والمختصين، لكنني لو كنت مكان مدني لما قمت بالزيارة، ذلك أن مثل هذه الخطوة يجب أن يتم الاتفاق بشأنها في مجامع علمية تأخذ وقتها في التفكير. ثم إن الظرف السياسي غير مواتٍ لهذه الخطوة. لا أريد أن أتهم النوايا ولكنني أؤكد أن هذا الاجتهاد خاطئ".

 

من جهته، رأى وزير الداخلية اللبناني الأسبق بشارة مرهج أن زيارة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني والمسلمين عامة إلى الأقصى ستكون مفيدة إذا كانت ضمن خطة لفك الحصار المضروب على الأقصى من الاحتلال ودعم صمود المقدسيين في وجه محولات تهويد الأقصى.

واعتبر مرهج في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، أن أي زيارة للأقصى لمجرد الزيارة والحدث الإعلامي لن تكون إلا تطبيعا مع الاحتلال.

وقال: "ما أعرفه أن الاحتلال ينفذ حصارا مشددا على الأقصى، بل ويعمل جاهدا على إخراج المقدسيين من منازلهم ومتاجرهم وأحيائهم، وبل إن الحصار أصبح مضروبا حتى على أهل الضفة أنفسهم، وحتى بعض أهالي القدس الذين يخرجون لا يستطيعون العودة، ولذلك فأي عمل يؤدي إلى كسر الحصار على القدس بدون أي تنازلات تطبيعية بالتأكيد هو مصلحة فلسطينية، لأنه يؤدي لإزالة جيف كبير على أهل القدس".

وأضاف: بالنسبة لزيارة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني إلى القدس، أعتقد أن الأمر يعتمد على المغزى من هذه الزيارة، وعما إذا كانت جزءا من معركة لكسر الحصار أم أنها معركة معزولة للتطبيع.

وأعتقد أن هناك مصلحة لإنقاذ القدس اقتصاديا ودعم المقدسيين للبقاء في بيوتهم ومتاجرهم وأحيائهم. وإذا كانت الزيارة التي دعا مدني المسلمين للقيام بها إلى القدس لا تتضمن زيارة المتاجر اليهودية والمستوطنات، فإنها بالتأكيد تخدم هدف كسر الحصار عن الأقصى. أما الزيارة لوحدها فإنها تطبيع مع الاحتلال.

 

ومن جانبها، رفضت الكنيسة المصرية دعوة مدني لزيارة القدس، وقال المتحدث باسم الكنيسة المصرية القمص بولس حليم "موقفنا واضح من زيارة القدس، بعدم السماح للأقباط بزيارتها، وعدم دخولها إلا مع إخواننا المسلمين، وهذا من الثوابت الوطنية الراسخة للكنيسة القبطية".

وفي تصريحات نقلتها لوكالة الأناضول، أضاف حليم "نحن مع الإرادة الشعبية للمسلمين عامة والمصريين خاصة، بعدم زيارة القدس، فإذا توافقوا على زيارتها سنزورها معهم، وإذا أصروا على موقفهم من عدم زيارتها -وهو الحادث الآن- فنحن نرفض زيارتها أيضا".

وتحظر الكنيسة الأرثوذكسية في مصر على أتباعها زيارة القدس حتى يتم تحريرها من الاحتلال، بناء على قرار اتخذه البابا الراحل شنودة الثالث، وهو القرار الذي أعلن البابا الحالي تواضروس الثاني التزامه به عند توليه منصبه في نوفمبر 2012.

وقبيل وصوله الأقصى أوقفت "إسرائيل" مدني عند مدخل المدينة، ثم عادت وسمحت له بالدخول لزيارة المسجد الأقصى اليوم الاثنين، حيث يلتقي مسؤولين في الأوقاف الإسلامية هناك، وذلك بعد يوم من دعوته المسلمين في أرجاء العالم لزيارة القدس المحتلة والمقدسات فيها بعشرات الآلاف.

وكان مدني التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بـالضفة الغربية أمس، حيث دعا إلى زيارة مدينة القدس بعشرات الآلاف.

وقال -خلال حضوره افتتاح معرض "القدس في الذاكرة" بمدينة رام لله، بحضور الرئيس الفلسطيني والقنصل التركي- إن "المجيء إلى القدس تأكيد على أحقيتنا بالمسجد الأقصى والقدس الشريف، مهما كانت الصعوبات والعثرات، وتعبير عن تمسكنا بهذا المكان الذي لا نقبل أن ينازعنا عليه أحد".

وناشد مدني شركات السياحة الفلسطينية والأردنية تهيئة الظروف للمسلمين الراغبين في زيارة القدس وفلسطين.

وأشار إلى تكوين فريق وزاري من منظمة التعاون الإسلامي لزيارة عدد من العواصم "لنقل رسالة المنظمة بشأن فلسطين والقدس"، والتي قال إنها باتت أكثر إلحاحا بعد فشل مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال.

يذكر أن مدني قد دعا في مايو  الماضي جميع المسلمين لزيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى والصلاة فيه، تأكيدا على هويتهما الإسلامية ومواجهة سياسية التهويد الصهيونية.