عواصف الزعتري وعرسال، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم .. قصة وعبرة
20 ربيع الأول 1436
محمد المهنا

رأيتُ ما رأى الناس مما أصاب اللاجئين في مخيم الزعتري وعرسال وغيرهما من العواصف الثلجية فتذكَّرت هذه القصة التي وقعتْ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأردتُ تذكير إخواني بها، فإن الذكرى تنفع المؤمنين

•••

عن جرير بن عبد اللَّه رَضِيِ الله عَنْهُ قال: كنا في صدر النهار عند رَسُول اللَّهِ فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مُضر بل كلهم من مُضر، فتمعَّر وجه رَسُول اللَّهِ لما رأى بهم من الفاقة "أي الفقر" فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذن وأقام، فصلى بالناس ثم خطب فقال : {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة} إلى آخر الآية {إن اللَّه كان عليكم رقيباً} والآية التي في آخر الحشر {يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللَّه، ولتنظر نفس ما قدمت لغد}

ثم حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على الإنفاق ولو بالقليل فقال: تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره حتى قال (ولو بشق تمرة)

فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى جاؤا بكومين من طعام وثياب، فتهللَّ وجه رَسُول اللَّهِ تهلل حتى صار كأنه "مذهبة" فقال رَسُول الله (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) رَوَاهُ مُسْلِمٌ

••

قوله (مجتابي النِمار) : النِمار جمع نمرة وهي كساء من صوف مخطط، ومعنى (مجتابيها) : أي لابسي النِمار،  وقد خرقوها في رؤوسهم من رداءتها وسوئها

وقوله (تمعَّر) : أي تغير وجه النبي صلى الله عليه من شدة التأثر

وقوله (كأنه مُذهبة) بضم الميم أي كأنه قطعة فضة مموهة بالذهب، والمراد أن وجه النبي صلى الله عليه وسلم أصبح في غاية الصفاء والاستنارة من الفرح والسرور باجتماع الصدقة

••

التعليق :

إذا رأيتَ حاجة إخوانك المسلمين فأحزنك ذلك وأهمَّك فاعلم أنك على خير وسُنَّة، وعليك السعي "حسب الاستطاعة" في مساعدتهم وسدِّ حاجتهم

•••••••

@almohannam