أنت هنا

24 ربيع الأول 1436
المسلم ــ الهيئة نت

اعتبرت هيئة علماء المسلمين في العراق، اشادة الجنرال (مارتن ديمبسي) رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة بدور إيران وميليشياتها الدموية على الساحة العراقية، شهادة واضحة بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية لإيران في كل جرائمها ضد الشعب العراقي.

 ونقلت الهيئة في بيان لها أول أمس الإثنين عن (ديمبسي) قوله في تصريحات ادلى به مؤخرا: "ان حكومتنا تتابع بشكل دقيق النشاط الإيراني في العراق، وإنها ليست قلقة من الوجود الإيراني والشراكة مع العراق، مادامت لا تهدد القوات الأميركية هناك، وان إيران كانت مهتمة بالعراق وسعت منذ استرجاع العراق (لسيادته) عام 2004 إلى التأثير على مستقبله من خلال نفوذها".

 

واوضح البيان ان الدور الامريكي الداعم لجرائم الخطف والقتل والابتزاز والتهجير وحرق المنازل والمساجد، والسيطرة على كافة مفاصل الدولة ومؤسساتها وسرقة خيرات الشعب العراقي وثرواته، وعلى هذا النحو من العلانية، امرا مخجلا في حق دولة عظمى تنفرد بالقطبية في هذه الحقبة من التاريخ، وتعد نفسها راعية للنظام العالمي.

 

واشارت الهيئة الى ان التصريحات الامريكية تكشف عن فصل من فصول (استراتيجية الاستخدام المصلحي) الأمريكي لتغول النفوذ الإيراني ما مادام هذا النفوذ لا يهدد مصالحها وقواتها في المنطقة .. لافتة الانتباه الى انها تفسر ايضا مواقف الأمم المتحدة وكثيرا من المنظمات الدولية التي تتغاضى عما يحدث في العراق من جرائم وانتهاكات لو وقع عشر معشارها في أية منطقة من العالم لضج المجتمع الدولي، وتنادت دوله إلى موقف موحد.

 

وفي ختام بيانها، اكدت هيئة علماء المسلمين انه لم يبق للعراقيين بعد هذه التصريحات وما سبقها من تصريحات مثيرة للسخرية لكل من وزير خارجية امريكا وسفيرها في العراق التي اعتبرا فيها الدور الايراني في العراق ضربا من التعاون الإيجابي بين البلدين، إلا الوحدة والرفض بكل أشكاله للحكومة الحالية ورعاتها أمريكا وإيران، وذلك من اجل استرداد بلدهم المسلوب وثرواتهم المنهوبة، ووضع حد لمعاناتهم والظلم الواقع عليهم.

وفيما يأتي نص البيان:

بيان رقم (1046)
المتعلق بتصريح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة
بشأن النفوذ الإيراني في العراق

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    فبعد التصريحات المثيرة للسخرية، التي أدلى بها  كل من وزير الخارجية الأمريكي والسفير الأمريكي في العراق حول دور إيران، وميليشياتها الدموية على الساحة العراقية، وعدهما ذلك الدور ضربا من التعاون الإيجابي بين البلدين، جاء  رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال "مارتن ديمبسي" ليتمم لنا الصورة الهزيلة والبشعة في حسابات القيم والمواثيق الدولية من خلال إشادته كممثل عن قادة الجيش الأمريكي بهذا الدور أيضا، فقد ادلى مؤخرا بتصريحات جاء فيها  إن بلاده "تتابع بشكل دقيق النشاط الإيراني في العراق، وإنها ليست قلقة من الوجود الإيراني والشراكة مع العراق، مادامت لا تهدد القوات الأميركية هناك"، مشيراً إلى إن "النفوذ الإيراني سيكون إيجابياً لو أسهم في تعزيز الروابط الثنائية بين البلدين اقتصادياً وسياسياً "وأضاف إن "إيران كانت مهتمة بالعراق وسعت منذ استرجاع العراق لسيادته عام 2004 إلى التأثير على مستقبله من خلال نفوذها"، مؤكّداً إنه "ما بقيت الحكومة العراقية ملتزمة بمنهجها الشامل بتمثيل جميع الطوائف المختلفة، فسيكون النفوذ الإيراني إيجابياً ".

 

    إن هيئة علماء المسلمين تعد هذه التصريحات  إقراراً أمريكيا  مبرما بالنفوذ الإيراني في العراق، وشهادة أمريكية واضحة بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية لإيران في كل جرائمها ضد الشعب العراقي من الخطف، والقتل، والابتزاز، والإفقار الممنهج، والتهجير، وحرق المنازل والمساجد، والسيطرة على كافة مفاصل الدولة، ومؤسساتها، وسرقة خيرات الشعب العراقي وثرواته، وإنه لمن المخجل في حق دولة عظمى تنفرد بالقطبية في هذه الحقبة من التاريخ، وتعد نفسها راعية للنظام العالمي أن تمارس هذا الدور الداعم للقتلة والفاسدين والمجرمين، وعلى هذا النحو من العلانية .

 

    كما تكشف هذه التصريحات عن فصل من فصول (استراتيجية الاستخدام المصلحي) الأمريكي لتغول النفوذ الإيراني، كما حدث في أثناء غزو العراق عام (2003)؛ ما مادام هذا النفوذ بعيداً عن تهديد مصالحها وقواتها في المنطقة، وتفسر ـ في الوقت ذاته ـ مواقف الأمم المتحدة وكثيرا من المنظمات الدولية الملتحفة بالتغاضي والسكوت عما يحدث في العراق من جرائم وانتهاكات، لو وقع عشر معشارها في أية منطقة في العالم لضج المجتمع الدولي، وتنادت دوله (الديمقراطية) إلى موقف موحد.

 

    فهل سينتظر العراقيون بعد ذلك دليلا أوضح من هذا، فلم يبق لهم إلا الوحدة والرفض بكل أشكاله لهذه الحكومة ورعاتها أمريكا وإيران؛ كي يستردوا بلدهم المسلوب وثرواتهم المنهوبة، ويضعوا حداً لمعاناتهم والظلم الواقع عليهم.

 

الأمانة العامة
21 ربيع الأول/1436هـ
12/1/2015م